"الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتا" يفتتح مهرجان الجونة السينمائي

YNP ـ انطلقت أمس فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي بحفل افتتاح مميز شهد حضور نخبة من نجوم وصنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم.

المهرجان، الذي يستمر حتى الأول من نوفمبر ، يعد واحدًا من أبرز الفعاليات السينمائية في المنطقة، ويهدف إلى دعم وتعزيز صناعة السينما في مصر والعالم.

شهد حفل الافتتاح حضور مجموعة من الشخصيات البارزة في عالم الفن والأعمال، من بينهم المهندس نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان ورئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، والمهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة ورئيس مجلس إدارة المهرجان، إلى جانب الفنانة القديرة يسرا، عضو المجلس الاستشاري الدولي للمهرجان. كما حضر المهندس عمر الحمامصي، الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للتنمية القابضة، وعمرو منسي، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك للمهرجان، بالإضافة إلى المخرجة القديرة ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان.

قدم الحفل النجمان بسمة وصدقي صخر، وشمل عرض فيلم قصير بعنوان «أصل الحكاية» الذي يحكي تاريخ السينما المصرية مع محاكاة لأشهر مشاهد السينما. وقد تخللت الحفل فقرة مسرحية مميزة، إلى جانب عرض مؤثر تحت عنوان «ذكرى الراحلين» تكريمًا لعدد من الرموز السينمائية الذين فارقوا الحياة. كما قدم أحمد الغندور، المعروف بشخصية «الدحيح»، فقرة خاصة ناقش فيها بأسلوبه الفكاهي تاريخ السينما، ما أضفى جواً من المرح على الحفل.

وقدم النجوم محمد الشرنوبي، ونوران أبو طالب، وهنا يسري «ميدلي» موسيقي أعادوا فيه إحياء مجموعة من أشهر أغاني السينما المصرية، بتوزيع من ماهر الملاخ. شمل الميدلي تشكيلة واسعة من الأغاني التي لطالما أثرت في الذاكرة السينمائية المصرية، مثل: «برضاك»، و«تمر حنة»، و«طير بينا يا قلبي»، و«احنا التلاتة»، و«الكيمي كا»، و«قالك إيه»، و«علي صوتك»، و»عيش».

وألقت المخرجة إيناس الدغيدي كلمة خاصة في الحفل، تبعتها فقرة تكريمية للفنان القدير محمود حميدة الذي نال جائزة «الإنجاز الإبداعي» تقديرًا لعطائه الفني وإسهاماته البارزة في السينما العربية. وفي كلمته، أعرب حميدة عن امتنانه لهذا التكريم قائلاً: «أشكر جميع النجمات والنجوم الحاضرين. اليوم سعادتي مضاعفة، إذ أن هناك حلمًا شخصيًا لم يتحقق لي، وهو إقامة مهرجان سينمائي كبير في مرسى علم، ولكن نجيب وسميح ساويرس استطاعا تحقيق هذا الحلم». وأعرب عن أمله في استمرار المهرجان بلا توقف.

وفي كلمته خلال الحفل، قال المهندس نجيب ساويرس: «نحن هنا اليوم لنؤكد أن السينما ليست مجرد ترفيه، بل هي أداة للتغيير والتواصل الإنساني. من خلال مهرجان الجونة، نفتح الأبواب للإبداع ونعزز الحوار بين الثقافات». بينما شدد المهندس سميح ساويرس على أن المهرجان ليس مجرد حدث فني، بل هو تجسيد لحلم يربط بين الفنانين والمبدعين من جميع أنحاء العالم لتحقيق فهم أعمق بين الشعوب.

أشاد المدير التنفيذي لمهرجان الجونة، عمرو منسي، بدور السينما كمرآة تعكس القضايا الإنسانية وتدعم الشعوب في أوقات المحن، وقال: «على مدار السنوات الثلاث الماضية، واجهنا تحديات كثيرة، لكننا هنا بفضل فريق عمل متميز. شهد المهرجان تطورًا كبيرًا، ليس فقط في برمجة الأفلام، بل أيضًا في الندوات التي توفر فرصة للتعلم والتواصل. كما عززنا دعم الصناعة والشباب عبر توسيع برامج ‘سيني جونة’ لتشمل خمسة برامج مختلفة، مع جوائز تبلغ قيمتها 360 ألف دولار».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان، ماريان خوري، على التحديات التي تواجه صناعة المهرجانات في مصر والوطن العربي، لكنها أعربت عن سعادتها بنجاح المهرجان في تحقيق معظم أهدافه. وأضافت أن برنامج المهرجان هذا العام يضم 83 فيلمًا من 48 دولة، منها 43 في المئة من إخراج صانعات أفلام، و33 في المئة تمثل التجارب الأولى والثانية لمخرجيها. ولفتت إلى أهمية دعم المواهب الناشئة من خلال برامج «سيني جونة» و»المواهب الصاعدة».

وأُعلنت لجان التحكيم المسؤولة عن تقييم الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية للمهرجان، حيث تضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة مجموعة من الشخصيات البارزة مثل نانديتا داس من الهند، وسيبيل كيكيلي من ألمانيا، والمصرية منة شلبي. وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، تضم اللجنة إليان راهب من لبنان، وجيروم بايار من فرنسا، وهشام فلاح من المغرب.

وبعد العروض التقديمية والكلمات الرسمية، كان الجمهور على موعد مع عرض فيلم الافتتاح «الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا»، وهو فيلم قصير من إخراج نيبويشا سلييبسيفيتش، مدته 14 دقيقة. الفيلم يتناول قصة ركاب قطار خلال الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك، حيث يتصدى رجل واحد فقط لقوات الميليشيا التي كانت تمارس التطهير العرقي. يعد هذا الفيلم تكريمًا للصمود الإنساني في مواجهة القهر.

كان من المفترض أن يُعرض فيلم «آخر المعجزات» للمخرج المصري عبد الوهاب شوقي كفيلم الافتتاح، إلا أن ظروفًا رقابية حالت دون ذلك، فاستبدل بعرض الفيلم الحائز على السغفة الذهبية من الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي الدولي.