YNP – مأرب :
كشفت صورة تداولها ناشطون حجم فساد مصلحة الجوازات في مدينة مأرب
الخاضعة لسيطرة قوات موالية لحزب الإصلاح .
واظهرت الصورة ابتكار مسؤولي جوازات مأرب عراقيل مصطنعة على نوافذ معاملاتها تضيف معاناة جديدة لطالبي جوازات السفر الى جانب معاناتهم لتسيهل عمل سماسرتها تحت بند (انجاز المعاملة).
حيث يجبر المواطنين على الاصطفاف في طوابير على عمودين خشبيين (سقالة ) وضعا فوق حفرة عميقة تنتهي بنافذة المعاملة وهو ما يشكل خطورة عليهم في حال سقوطهم .
وتفتح الصورة الباب على مصراعيه للتساؤل مجددا عن حجم الفساد في فرع المصلحة الذي وصل الى الاستهانة بحياة وسلامة المعاملين لاجبارهم سلوك طريق المقاولين وترك المخاطرة.
وقال مواطنون لـ YNP "لا يعاني المواطن الطالب للجواز من مأرب من وعثاء السفر فقط بل أيضاً هناك الفساد المنظم عبر شبكات داخل فرع المصلحة، والازدحام الشديد الذي يجعله يقضي أسابيع في انتظار استخراج جواز السفر، لا سيما بعد قرار حكومة الشرعية في ديسمبر الماضي، بمنع تعامل شركات الطيران مع الجوازات الصادرة من مناطق سيطرة الحوثيين.
فبالاضافة لتشكل تلك العراقيل.. هناك طوابير تطول وتطول معها معاناة سكان محافظات عدة قطعوا مئات الكيلومترات ويتعرضون لشتى أنواع العراقيل والمخاطر في النقاط والطرقات للوصول إلى مأرب لاستخراج جواز سفر".
ويقول مواطن اخر " لم نستطع أن نستلم جوازا منذ أسبوع بعد معاملة على استخراجه استمرت أسبوعين بسبب الزحام".
وانتشرت إعلانات مكاتب سفريات وسياحة عن "تقديم خدمة تسهيل استخراج جواز من فرع المصلحة بمأرب"، وهي خطوة غير مسبوقة تجني منها شبكات فساد مرتبطة بمسؤولين ونافذين أرباحا طويلة.. بحسب مصادر اعلامية
وكشفت المصادر أن سوء المعاملة التي يتعرض لها المعاملين في مصلحة الجوازات بمأرب تهدف إلى إجبارهم على التعامل مع مكاتب ومقاولين في كل المحافظات بنسب أرباح خيالية حيث يصل سعر استخراج الجواز الواحد بين 70.000 إلى 100.000 ريال رغم أن المبلغ الرسمي لاستخراج الجواز الذي لا يتجاوز عشرة آلاف ريال.
وأشارت إلى أن شبكة مستثمرين مستفيدة من عملية التعطيل الممنهج لإصدار جوازات المواطنين في مأرب، من ضمنها ملاك فنادق في المدينة ومطاعم بالقرب من فرع المصلحة.
وقالت المصادر: "يحتاج المواطن خمسين ألف ريال يوميا، فتكاليف إيجار الفندق في اليوم الواحد لا تقل عن عشرة آلاف.. وإذا تأخرت معاملته 20 يوما فالتكلفة مليون ريال"، لافتا إلى أن غالبية المعاملين يأتون من خارج محافظة مأرب لاسيما صنعاء.
وتقدر إيرادات فرع مصلحة الجوازات في مدينة مأرب بنحو 3 ملايين ريال يوميا، بحسب مصدر مسؤول في مكتب تنفيذي، ومع ذلك لم تتحرك قيادة المصلحة لوضع حلول عملية لمشكلة الزحام وتأخر استخراج معاملات طالبي الجوازات.
وقال احد المتعاملين تعقيبا على الموضوع ( المصلحة لا تريد حل المشكلة أصلا، مضيفا أن هذا الزحام خلق سوقا سوداء يستفيد منها متنفذون في المصلحة.)
وتلقي مصلحة جوازات مأرب، مسؤولية تأخير إنجاز المعاملات على كاهل المراجعين، حيث قالت المصلحة على صفحتها في الفيسبوك، "إن الزحام والتأخير يعود إلى أسباب خارجة عن إرادتنا منها الازدحام الشديد مع موسم العمرة، وكثرة المعاملات، وتأخر الموافقة من المركز الرئيسي وإجراءات أخرى".
وكشفت تقارير صحفية نهاية 2018 النقاب عن فساد مهول في فرع مصلحة الجوازات بمدينة مأرب صاحب الإعفاء من الغرامات، مقابل تحصيل مبالغ أقل في جيوب المسؤولين في الفرع، فمقابل قرابة ألف إعفاء بين أغسطس 2017م إلى يناير 2018م دُفعت مبالغ من 40.000 إلى 200.000 ألف ريال للإعفاء الواحد عبر سماسرة، ليدخل في حساب أحد المتنفذين من أفراد شبكة الفساد هذه مبلغ 120 مليون ريال تقريباً.
وعقب الكشف عن هذه الجريمة وتصاعد حالة التذمر، تم تكليف لجنة تحقيق خاصة بقضية فساد جوازات محافظة مأرب، لكن إلى الآن لم يصدر تقرير للجنة ولم ينشر ولم يعرف أحد تفاصيلها حتى الآن، ما يعني أنها كانت مجرد لجنة صورية لامتصاص الغضب.