خاص- YNP.. تقرير
على ايقاع التحركات الاقليمية لإقصائه، يعيد الاصلاح ترتيب صفوفه في اهم معاقله، وقد بدأ الخطوات فعلا في مأرب والجوف ، فهل يستطيع اقصاء خصومه أم انه يتجه إلى مستنقع اخر؟
في محافظة الجوف اعلن قادة 6 الوية عسكرية تابعة للإصلاح الانقلاب على المحافظ والقيادي اصلا في الحزب امين العكيمي، وفقا لما نشره موقع الخبر اليمني، وهذا الانقلاب الذي اعلن خلال اجتماع للقادة في مديرية الحزم جاء اثر اتفاق بين السعودية والعكيمي بعيدا عن الحزب، وذلك الاتفاق يقضي بتعين العكيمي قائدا للمنطقة العسكرية السادسة بدلا عن هاشم الاحمر مقابل تسليم كافة الجبهات الحدودية مع السعودية لقيادة احد ضباطها ويدعى ابو تركي.
بالنسبة لما اقره هؤلاء القادة فإن اوامر العكيمي والتحالف معا غير مقبولة، ولا يمكن تنفيذها الا بشروط صرف مستحقات الالوية الستة من الغذاء والقات والنفقات التشغيلية، إضافة إلى رفع مذكرة لنائب هادي، علي محسن بشأن التطورات الاخيرة، خصوصا فيما يتعلق بمساعي التحالف "لإسقاط الجبهات الحدودية".
العكيمي لم تكن علاقته مؤخرا جيدة بالسعودية وهو الذي هاجمها واتهمها بمحاولة اسقاطه بعد تجاهل المحافظة من مشاريع الاعمار، لكنه لا يزال يمتلك اوراق ضغط وليس النفوذ في الجوف وحده بل تهديده الاخير بالتنقيب عن النفط في اهم منطقة تخشى السعودية ظهور اية مؤشرات من هذا النوع فيه وهي التي تسعى للاستحواذ عليها، ناهيك عن الاتصالات مع قطر والتي تقلق السعودية ايضا، وقد مكنته هذه الكاريزما التي تجمع بين الحس الحزبي والمصلحة القبلية من لي ذراع الاصلاح بالتقارب مع السعودية التي تريد انهاء وجود الحزب في الجوف.
في محافظة مأرب المحاذية، والتي تعد المعقل الاخير للإصلاح، اقر قادة فصائل الحزب خلال اجتماع لهم في منزل "ابويحي" ايفاد منصور الحنق إلى السعودية لإقناع علي محسن بتعزيز نفوذ هاشم الاحمر في مأرب ونهم، والهدف احداث توازن مع صغير بن عزيز، يد الامارات في مأرب، الذي اصبح القائد الاول لقوات هادي ورفض حتى اللقاء مع قادة فصائل الاصلاح ممن اضطروا الجمعة لشحذ مرتبات عناصرهم في ابوب مساجد مأرب. على مدى الاسابيع الماضية ظل بن عزيز، المعين قائدا للقوات المشتركة، يتذرع لهؤلاء القادة بالانشغال، ومؤخرا رفض التقائهم مشترطا حضور ضباط التحالف.
هم لا يبحثون اكثر من مرتبات وذخائر وتغذية لعناصرهم، لكن يبدو أن التحالف قد حسم امرهم بوقف المستحقات وهو ما قد يلقي بالإصلاح الذي يحتفظ بالألاف المقاتلين في مأرب إلى اتون صراع مع مقاتليه بدأت ملامحها برفض نحو 860 ضابطا من المشاركة في القتال بالجنوب رغم تهديدات اطلقها مدير مكتب علي محسن، محمد القيز، وتوعدهم فيها بعدم منحهم الترقيات.
مخاوف الاصلاح في مأرب ، ليس فقط من وقف مستحقات فصائله التي تضعفه، بل ايضا من سحب بساطها، فبن عزيز يعمل منذ انشاء الامارات مقرا له في مأرب على استقطاب القيادات الفاعلة في جبهات هادي، وهذه بحد ذاته ستجرد الاصلاح من اهم ورقة ظل لسنوات يستنزف به التحالف، كما يتهم من قبل محلليه، ناهيك عن كون هذه الخطوة تمهد لإنهاء نفوذ الحزب على اهم محافظة نفطية ظلت تدر على قياداته مليارات الريالات سنوية.
مع أن ضرر هاشم الاحمر على محسن ليس هين نظرا للدعم السعودي الذي يحضا به، ومخاوف محسن من اقصائه خلال المرحلة المقبلة وتمكين هاشم لخدمة الاجندة السعودية التي نفذه والده لعقود، الأ أن الاصلاح يرى فيه حاليا المنقذ في مأرب، خصوصا وأن صراعاته مع بن عزيز ذات ابعاد قبلية اكثر منها سياسية، ونشوب الصراع بين بن عزيز وهاشم سيجنب الاصلاح خوض معركة اخرى يدبرها التحالف له في مأرب على غرر تعز بهدف تقليص نفوذه واجباره على المشاركة في العملية السياسية التي تضمن مشاركته سلطته وهو ما يرفضها ويحاول بما تبقى لديه من معاقل في تعز والجوف ومأرب المناورة للهروب من استحقاقاتها.