YNP - إبراهيم القانص
خلال زيارته الأولى لمحافظة مارب أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، أن البلد يمر بمنعطف خطير،
مشيراً إلى أن طرفي النزاع أمام خيارين، إما تصمت البنادق ويتم استئناف العملية السياسية، وإما ينزلق اليمن مرة أخرى لنزاع ومعاناة واسعي النطاق.
زيارة غريفيث جاءت بعد تطويق قوات صنعاء لمدينة مأرب، عقب إسقاطها الجوف، وهي زيارة أثارت الشكوك والكثير من علامات الاستفهام، إذ عدها البعض إنقاذاً لحزب الإصلاح بعد أن أصبح انتهاؤه وشيكاً، فيما رأى البعض أن غريفيث جاء يحمل أجندة بريطانية كون بلاده شريكاً فاعلاً وأساسياً في تحالف الحرب على اليمن.
مراقبون رأوا أن زيارة غريفيث في هذا التوقيت بالذات جاءت لمنع سيطرة قوات صنعاء على مأرب وانتزاعها من طوق التحالف، الذي يصر على بقائها تحت سيطرته عبر أدواته هناك، لعدد من الاعتبارات؛ أهمها الثروات النفطية التي تمتلكها المحافظة، ولم يستبعد المراقبون أيضاً أن زيارة غريفيث هدفها الرئيسي تثبيت خرائط بريطانيا المقسمة لليمن حسب خطوط القتال الدائر.
فيما يرى آخرون أنه بحكم ابتعاد الأطراف اليمنية عن سماع مبادرات بعضهم البعض، وهي إشارة إلى ما طرحه ويطرحه الحوثيون لقبائل مارب ووجاهاتها، فإن زيارة المبعوث الأممي غريفيث تأتي بهدف عرقلة مقاتلي صنعاء عن التقدم لتحرير مارب، وإدراك المبعوث الأممي والتحالف أيضاً أن قوات صنعاء أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إسقاط المحافظة، فكانت الزيارة وطرح المبادرات في هذا التوقيت للمماطلة، على الأقل ليستعيد مقاتلو هادي والتحالف أنفاسهم ويعيدوا ترتيب صفوفهم.
البعض ذهب أيضاً إلى أن زيارة غريفيث جاءت لتأخير الزحف على مارب ريثما تتمكن قيادات حزب الإصلاح، المسيطرة على المحافظة، من نقل أموال البنك المركزي هناك إلى منطقة أخرى، حيث أفادت المصادر أن تلك القيادات بدأت فعلاً بنقل الأموال، وأن آخر دفعة تم نقلها من فرع البنك كانت إلى سيئون بحماية قائد النجدة العقيد أحمد دعكم، وتقدر تلك الدفعة بـ" 50 مليون ريال سعودي، و20 مليون دولار، و60 مليار ريال يمني"
وبشكل عام فإن حديث غريفيث عن عملية سياسية، وعن السلام والتهدئة حديث غير موفق في ظل استمرار حرب التحالف وعملياته العسكرية في غالبية المناطق اليمنية، إضافة إلى استمرار الحصار الخانق على اليمن، إذ كيف سينجح المبعوث الأممي في ذلك وقد عجز عن فعل شيء لاتفاق السويد الذي لا يزال يراوح مكانه منذ أكثر من عام، بل لم يستطع أن يوقف خروقات التحالف في مناطق الساحل الغربي، أو يرفع الحظر عن مطار صنعاء على الأقل أمام الحالات الإنسانية، كل ذلك يجعل حديث غريفيث أقرب إلى الاستهلاك الإعلامي، أو أن الهدف الرئيس هو كسب الوقت ليتمكن مجندو التحالف وأدواته من استعادة أنفاسهم، وتنفيذ أجندات جديدة قد يكون غريفيث هو من جاء بها علها توقف التقدم باتجاه مارب التي تعتبرها أدوات التحالف مصدراً رئيساً للثراء من والاستيلاء على موارد الثروات النفطية والغازية، ويظل الحل في اليمن متوقفاً على وقف الحرب ورفع الحصار، لتبدأ بعد ذلك مفاوضات جادة، فما جاءت به زيارة غريفيث الآن فهو لمجرد أنهم أدركوا أن معركة أدواتهم هناك، ممثلة في حزب الإصلاح، خاسرة تماماً خصوصاً بعد انكشاف أن خياراتهم العسكرية تضاءلت وتراجعت حد العجز.