بعد خسارة الحرب سياسيا وعسكريا ..السعودية تحضر لمعركتها الجديدة في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

على ايقاع الهزائم العسكرية والسياسية، بدأت السعودية تتحرك  اقتصاديا  لخوض معركتها الأخيرة في اليمن، فما مدى نجاعة هذه الخطوة وإلى اين ستقود الوضع  على مستوى اليمن والاقليم ؟

لم تربح السعودية الحرب عسكريا وهذه لم تعد مجرد تحليلات  بل وقائع دفعت بأبرز حلفاء السعودية وداعميها في الحرب  للاعتراف بذلك وليس فقط عبر تقارير وزارة الدفاع  الامريكية  "البنتاغون" التي نصحت السعودية مبكر قبل انتهاء ولاية ترامب بالبحث عن حل سياسي نظرا لوصول الحرب إلى طريق مسدود، بل ايضا اصبحت مادة اعلامية  لكبرى الصحف والمجلات الامريكية التي صارحت السعودية مؤخرا بتقارير  عن انتصار "الحوثيين" في الحرب  والنصيحة بوجوب الاعتراف بالأمر الواقع.

فعليا، يكفي السعودية التي قادت تحالف من 17 دولة في مارس من العام 2015 في حربها التي  جندت لها كل مرتزقة العالم وتقنياته العسكرية المتطورة، مقاطع الفيديو الأخيرة التي بثتها  قوات صنعاء  لعملية واحدة من الالاف العمليات العسكرية من عمق جيزان وقد تضمنت مشاهد  مرعبة للسعودية  واظهرت قواتها بحجمها الطبيعي  وسط اعترافات بضعف الدفاع، فتوقيت هذه العملية المتزامن مع  حراك دولي للدفع بنهاية للحرب على اليمن هي بمثابة اعلان للانتصار مع ان  صنعاء تحتفظ بالمئات من العمليات العسكرية النوعية في العمق السعودي سواء انفذت برا او جوا..  

الحرب انتهت ارض الواقع وقد تحول المهاجمين إلى مدافعين عن اخر معاقلهم في مأرب ، شمال اليمن،  ويحاولون بشتى السبل الحصول على فرصة لالتقاط الانفاس بعدما اصبح المستهدفين في موقع هجوم  تكلل بانتصارات قد تكتب نهاية للتدخل السعودي في اليمن.

الأن تنصب الانظار حول المعركة السياسية، تلك التي تصاعدت وتيرتها مؤخرا  بحراك دولي بدأ بإعلان السعودية مبادرتها أو بالأحرى الاستسلام ولا يزال مستمر وجميع المؤشرات تؤكد انتصار اصحاب الارض والمدافعين عنها في صنعاء ، مع اقتناع جميع الاطراف الدولية  برؤيتهم للحل تلك القائمة على فصل الملف الانساني عن الجوانب العسكرية والسياسية   وبما يمهد لمفاوضات حل شامل.

لم يعد للسعودية خيار وهي ترى اوراقها  العسكرية والسياسية تتساقط  تباعا، وكل تركيزها الأن  على ايجاد ثغرات اقتصادية بغية  الحفاظ على نفوذها مستقبلا أو بالأحرى اليسير منه، وقد بدأت بالفعل تطبيق هذا السيناريو على مناطق سيطرتها جنوب وشرق اليمن باستخدام ورقة المرتبات والحصار وتدمير العملة  وسيلة لإجبار القوى الموالية لها  للقبول بأجندتها.  

عموما لم تكن المعركة الاقتصادية جديدة وقد بداتها السعودية وتحالفها مبكرا باستهداف   البنى التحتية والمنشات الاقتصادية اكانت عامة أو خاصة وصولا إلى طباعة العملة الجديدة  خارج التغطية ما تسبب بانهيار للعملة المحلية، لكن مالم تفهمه السعودية إن صنعاء التي صمت لـ7 سنوات في ظل حصار  وحرب وحرمان من ابسط الاحتياجات قادرة على مواجهة كافة التحديات وقد سبق لها وان اثبتت نفسها سياسيا وعسكريا.