الخصومة الحقيقية بين إيطاليا والإمارات.. صراع الإستراتيجية الإقليمية الشرق أوسطية – ترجمة

YNP – مارش الحسام :

أكد موقع أخباري إيطالي أن العلاقة بين روما وأبوظبي شهدت تمزقات كبيرة و أن قيام الإمارات بأغلاق مجالها الجوي أمام الطائرة الإيطالية التي كانت متجهه الى أفغانستان مجرد أحد أعراض مشكلة أكبر بكثير.

وأضاف موقع " Inside Over" الإيطالي في تقرير له وترجمته البوابة الاخبارية اليمنية "YNP" أن الخصومة الحالية بين حكومتي روما وأبوظبي تعد نتيجة مباشرة لسببين رئيسين الأول يتعلق بحظر تصدير الأسلحة الذي فرضته إيطاليا على الإمارات بتهمة استخدام نفس الذخيرة ضد المدنيين في حرب اليمن، وهذا الاتهام ، الذي أدى إلى الحصار من الجانب الأمريكي، مثل ضربة قاسية لأبو ظبي من حيث الصورة والمستوى الاستراتيجي، حيث اعتمدت الإمارات على إمدادات الصناعة الإيطالية التي ارتبطت بها لعقود عديدة في الحروب وفي المجال المدني.

وأعطى قرار وقف تصدير الأسلحة ، وكذلك إجبار الإمارات على التحول إلى شركات أجنبية أخرى ، إشارة إلى عدم الثقة في العلاقات التي لم يعجبها محمد بن زايد على الإطلاق.

وأضاف التقرير :" يعد قرار وقف صادرات الأسلحة أيضًا جزءًا من إطار دقيق للعلاقات ، حيث وجدت إيطاليا والإمارات نفسيهما في كثير من الأحيان على الجانب الآخر من السياج فيما يتعلق بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ففي السنوات الأخيرة ، عززت روما علاقتها مع قطر ، العدو اللدود لأبو ظبي ، ونسجت شبكة كثيفة من المصالح المتقاربة التي تتراوح من ليبيا إلى إفريقيا إلى العلاقات مع الصناعة العسكرية نفسها، ولا تتراجع الإمارات مع حقيقة أنه في حين تم حظر بيع الأسلحة إلى أبو ظبي ، تواصل إيطاليا تزويد القوات المسلحة في الدوحة بالمعدات القتالية".

ولفت التقرير أن إيطاليا والإمارات وجدت نفسيهما في أتجاهين متعاكسين في صراع الاستراتيجية الإقليمية الشرق أوسطية.

إذ تعمل إيطاليا على تقوية خصم الإمارات بينما تمنع بيع الأسلحة  للموالين لأبو ظبي في ليبيا ، و أصبحت العلاقات بين إيطاليا والإمارات صعبة للغاية عندما تحولت روما بشكل أكثر وضوحًا لدعم حكومة طرابلس بينما دعمت أبو ظبي القوات المرتبطة بخليفة حفتر سياسيًا وعسكريًا، وهي مشكلة تؤثر أيضًا على العلاقات بين إيطاليا وتركيا ،  باعتبارها عدو إماراتي آخر ، وتتعلق أيضًا بالتدخل الإيطالي في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، حيث تحاول الإمارات منذ سنوات عديدة دخول اللعبة من خلال استغلال ثنايا العلاقات بين إيطاليا وفرنسا ، حيث أعطت الأخيرة انحرافًا حاسمًا مناهضًا لتركيا في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط الموسع.

عندئذ تصبح مسألة الإمارة ذات أهمية خاصة إذا أخذنا في الاعتبار التداعيات العالمية لهذا الصدام على إيطاليا، حافظت روما دائمًا على موقع متميز في الخليج العربي بسبب قدرتها على التحرك على جبهات مختلفة دون التورط كثيرًا في النزاعات الإقليمية.

وأكد التقرير أن إيطاليا لا تنظر اليوم الى الإمارات على أنها قوة عظمى ولا حليفًا، ولكنها ببساطة غير موثوقة، ويتضح ذلك من حقيقة أنه بينما يتم حظر صادرات الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة، هناك أيضًا ميل للتقارب مع خصم أبو ظبي الآخر (أنقرة) .