سلام اليمن بين تضارب الاجندة الاقليمية والدولية ورغبة اصحاب الارض بأمن واستقرار وتحرر – تقرير

خاص  - YNP ..

ما أن ترتفع نسبة  الآمال  بشأن قرب انتهاء الحرب والحصار  المفروضان على اليمن منذ 7 سنوات،  حتى تعود مؤشراتها للانخفاض بدرجة  كبيرة تاركة تساؤلات عدة بشأن من يتلاعب  ببورصة الحرب والسلم في هذا البلد وها هي الاهداف  من وراء الحراك الاقليمي والدولي وهل ثمة فعلا جدية في طرق انقاذ ما تبقى لبلد دمر كل شيء فيه ؟

حتى الأسبوع الماضي، كان الجميع يترقب انفراج وشيك بفعل الحراك العماني كوسيط محايد، والذي طرق باب صنعاء بحثا عن رؤية ناضجة للحل من اصحاب الارض،  لكن رغم التقدم المحرز في لقاءات الوفد والقادة في صنعاء ، كان ثمة تصعيد من قبل اطراف محلية واقليمية ودولية  تشير جميعها إلى وجود مساعي لإحباط أي نجاح لعمان  ومحاولة لتكدير علاقتها بصنعاء بغية ضمها إلى تحالف الحرب الذي فشل في خطواته الأولى  بوضع عمان  ضمن  حفلة التحالف في حربه المستمرة منذ 7 سنوات على اليمن.

الوفد العماني الذي التقى  قائد حركة انصار الله ورئيس المجلس السياسي في صنعاء ورئاسة الاركان ولجنة اعادة الانتشار في الحديدة وشخصيات مأربيه،   وشاهد وضع اليمن  الذي يرزح تحت الحرب والحصار  عن كثب، خرج بخارطة كما تشير التقارير تتضمن ضرورة رفع الحصار  وبما يمهد الطريق لمفاوضات سلام واستقرار في اليمن والمنطقة بشكل عام،  لكن هذه المقترحات لا يبدو  بأنها قد ترضى اطراف الحرب في الرياض وابوظبي وحتى واشنطن التي تتحدث تقارير عن ضغطها على عمان للدفع نحو تسوية سياسية بحكم علاقة السلطنة بصنعاء وانتهاجها سياسة الحياد.

أيا يكن ما حمله  الوفد العماني في طريقه إلى مسقط، وهو بكل تأكيد ايجابي نظرا لاصطحابه الوفد اليمني الذي عاد برفقة الوفد العماني إلى صنعاء لاستكمال ما وصفها محمد عبدالسلام بـ"النقاشات"،  لا تزال طرق تنفيذها مليئة بالعقبات واولها من قبل التحالف الذي عاود تسويق "الشرعية"  في الواجهة بعد استغنائه عنها خلال المفاوضات الاخيرة في مسقط والتي حاول من خلالها التقرب من الحوثيين اكثر،  وقد دفعها خلال الساعات الاخيرة لإصدار بيان تلمح فيه إلى رفض فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بذرائع سبق وأن فضحت وكشفت بأن هذه المنافذ البرية والبحرية لا علاقة لها بما تتحدث عنه الشرعية والتحالف في ظل وجود الية رقابة وتفتيش مشددة من قبل الامم المتحدة.

عموم لم يكن التحالف وحده الذي رسم في مارس من العام 2015 هدف تقسيم اليمن واضعاف قواه المحلية  وبما يمنحه حق الاستحواذ على مقدرات البلد وموقعه الاستراتيجي  من يسعى لخلط الاوراق في مسار المفاوضات الجديدة المبني على قاعدة الامر الواقع، بل حتى اطراف دولية كالولايات المتحدة  تحاول اعاقة  المسار باستحضار الغاز  كايهما اولا "البيضة أم الدجاجة"  من خلال تسويق ضرورة وقف اطلاق النار   قبل  فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء مع أن هدفها من وقف اطلاق النار ليس انهاء الحرب بل وقف معركة  مارب التي تدنوا قوات صنعاء  من حسمها  في حين يهم الميناء ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة قوات صنعاء ممن تقطعت  بهم السبل او يرزحون تحت وطأة انعدام الوقود والغذاء بفعل الحصار الذي تشارك امريكا فيه.

فعليا بدأت اليمن تتعافى مع  سماح التحالف بدخول جزء من سفن المشتقات النفطية المحتجزة اصلا منذ اشهر ،  وقرب فتح مطار صنعاء، وهذا ليس بناء على اتفاق كما يحاول التحالف تصويره بل لأن سياسة الضغوط القصوى التي مورست خلال الفترة الماضية على اليمن قد سقطت فعليا بعد فشل التحالف تحقيق اجندته عبرها وصمود اليمنيين في وجهها ، لكن ما دام وقد اقتنعت اطراف الحرب  بفشل مساعيها  تطويع اليمن عبر الورقة الانسانية سيأتي اليوم الذي تقتنع فيه بفشل الحرب من اساسه وسينتهي المطاف بدول الحرب  خارج لعبة السيطرة على اليمن نهائيا.