السعودية تجبر العرب والمسلمين على خدمة التمدد الإسرائيلي في المنطقة

YNP -  إبراهيم القانص :

التطبيع العلني مع كيان العدو الإسرائيلي لم يعد شرطاً ضرورياً لتفعيل العلاقات والمصالح التي تخدم الكيان، على مستوى الدول العربية، فهناك من يقدم خدمات استراتيجية لطالما حلم بها الكيان على مدى عقود من الزمن،

حتى أصبحت الآن تُقدم له بسهولة لم يكن هو نفسه يتخيلها، وتقوم على تقديمها دول لم تُعلن حتى اللحظة التطبيع مع كيان العدو بشكل رسمي لكنها تخدمه بطريقة تفوقت بها على الدول المطبعة رسمياً، إذ أن ما تفعله يأتي على حساب العرب والمسلمين كافة، بل تطعنهم في ظهورهم مقابل تحقيق الهدف الأسمى والأهم للكيان، وليس غير السعودية من أخذت على عاتقها تحقيق الأهداف الإسرائيلية الكبيرة، فكونها معنية بشئون أهم المقدسات الإسلامية وأكبرها على الإطلاق والمتمثلة في بيت الله الحرام في مكة المكرمة ومدينة رسول الله؛ ها هي تطمئن إسرائيل مما يعتبر أكبر المظاهر التي تقلقها عبر التاريخ وهو تجمع المسلمين في تلك الأماكن الأقدس- مكة والمدينة- في موسم الحج، كونه يُعدُّ تجمعاً عالمياً يعزز وحدة الأمة أمام التكتلات الأخرى المعادية، لتقدم خدمة انتظرها الإسرائيليون طويلاً وهي منع ذلك التجمع الذي يشكل قلقاً لليهود على مدى التاريخ.

وبينما يزداد الكيان الإسرائيلي تغولاً وتمدداً داخل البلاد العربية، بتحالفاته وعلاقات التطبيع مع عدد من الأنظمة؛ اتخذت السعودية قراراً صادماً للعرب والمسلمين كافة، وبدون التشاور معهم، حيث أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية إلغاء فريضة الحج لهذا العام، وهي المرة الثانية توالياً، بحُجة الوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا، وهي حُجة اعتبرها الكثير من المراقبين واهيةً ولا تنفي عن المملكة تسهيلها لمشروع التمدد الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.

المراقبون اعتبروا قرار السعودية إلغاء فريضة الحج لهذا العام خيانة كبيرة للمسلمين وحرباً على الدين تصب في مصلحة اليهود الذين يفعلون ما يفعلون خدمةً وانتصاراً لديانتهم، لكن المملكة تحارب الإسلام من حيث لا يشعر أبناؤه بتعطيل أهم ركن من أركانه، وقد اكتفت وزارة الحج السعودية بستين ألف حاج هذه السنة، من مواطنيها والمقيمين على أراضيها، وضمن فئات عمرية حددتها من 18 إلى 65 عاماً، شريطة أن يكونوا ممن تلقوا لقاح كورونا، وفق ضوابط وآليات متبعة هناك، إضافة إلى اشتراطها أن يكون الحجاج غير مصابين بأمراض مزمنة، وهي مرحلة أولى تتخذها سلطات المملكة تمهيداً لإغلاق أهم المقدسات والشعائر الإسلامية بشكل نهائي، حسب المراقبين.

القرار السعودي بمنع فريضة الحج للعام الثاني توالياً، من وجهة نظر الكثير من المراقبين يُعدّ ضمن الأدوار المكشوفة لخدمة مشروع التمدد الإسرائيلي في المنطقة، والذي استطاع الكيان توظيف الكثير من الأنظمة لتنفيذه، تأتي السعودية على رأسها، كونها تضع يديها على أهم المقدسات الإسلامية، الأمر الذي أثار غضباً وسخطاً متزايداً- عربياً وإسلامياً- ودعوات متصاعدة إلى رفع السعودية يديها عن إدارة شئون الحج والعمرة كونها تخص المسلمين كافة وليست حكراً على النظام السعودي.