مخاوف الانتقالي من تجاوز "الرياض" تدفعه لإلحاف قواته بهادي – تقرير

خاص – YNP ..

اتخذ المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا جنوب اليمن، خلال الايام الماضية، خطوات احادية  في تنفيذ اتفاق الرياض، ذاك الموقع مع تحالف الاصلاح  وهادي، تعكس حجم قلق  المجلس من تجاوزه في اية مفاوضات مقبلة ، فما ابعاد تلك التحركات؟

في احدث قرار له، اعاد عيدروس الزبيدي ، رئيس الانتقالي، هيكلة  فصائل "الوية الدعم والاسناد" وهي منظومة مسلحة تسيطر عليها قبائل يافع ، بتعينات جديدة شملت قائدها  واركان حربها  ونقل مقرها إلى خارج عدن  إضافة إلى الحاقها بالقوات البرية لوزارة الدفاع  وأن تعمل ، وفق مواد القرار، بناء على قوانيين الوزارة.

قد تبدو هذه الخطوة ، إذا ما اقترنت من حيث التوقيت، ذات ابعاد تتعلق بفوضى هذه الفصائل التي تتقاسم العديد من الاحياء في مدينة عدن  كمربعات سكنية خارجة عن السلطة المحلية التابعة للانتقالي، ناهيك عن  عملياتها في البسط على الاراضي والحروب التي تخوضها  في سبيل تحرير عدن من سكانها، وأخرها المعارك الدامية في مديرية الشيخ عثمان، وقد تبدو ايضا مناطقية في ظل احتدام الصراع بين محسن الوالي اليافعي قائد هذه الفصائل وعيدروس الزبيدي والذي تصاعد الاسبوع الماضي مع رفض اليافعي مطالب الزبيدي  بإخضاع هذه القوات لقياداته واعادة تأهيلها وهذا الصراع يمتد اصلا   إلى ما قبل اشهر عندما ابرمت السعودية اتفاق   مع مؤسس هذه الفصائل، عبدالرحمن شيخ،  بعيدا عن تيار الضالع ، وقضا بتسلم قوات الحزام الامني  التي تشكل الوية الدعم والاسناد جزء من وحداتها مهام الامن في عدن بدلا عن فصائل الضالع التي يقودها شلال شائع مدير الامن السابق وتم ازاحته بقرار سعودي ضمن مخطط  تعميق الخلافات المناطقية في صفوف الانتقالي، كما أن الشكوك حول ولاء قائد هذه الفصائل نبيل المشوشي والذي ظل خلال فترة وجود حكومة هادي يرافق القيادي البارز في حزب الاصلاح والوزير للشباب والرياضة نائف البكري   قد تكون  لها صلة  بقرار الانتقالي الجديد، غير أن الأهم هو  تزامن ضم  هذه الوحدات إلى وزارة  الدفاع التي بكل تأكيد خاضعة لخصوم الانتقالي مع مطالبة المجلس اعلاميا بشرعة هيكلة الوزارة وهو بذلك يطالب بمناصب في هرم قيادتها"،  مع انزال الانتقالي لعلم الجنوب من فوق القصر الرئاسي  في مديرية التواهي والذي تم رفعه قبيل مغادرة  رئيس وفد الانتقالي إلى الرياض للمشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات، والقلق المتصاعد  في صفوف الانتقالي من  التطورات الاخيرة والتي عبر عنها متحدثه الرسمي علي الكثيري في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية وتضرع فيها السعودية  لاستكمال  تنفيذ اتفاق الرياض خصوصا البنود المتعلقة بتشكيل وفد المفاوضات التابع لحكومة هادي ، جميعها تشير إلى ان الانتقالي  الذي صعدت قواته على جبهات الضالع مؤخرا ، يحاول اغراء السعودية  بخطوات على الارض علها تشفع له بالحصول على موطئ قدم في وفد المفاوضات خصوصا مع تسارع الخطى الدولية في طريق الدفع بعملية سلام شامل  واخرها اعتراف امريكا ب"الحوثيين" كسلطة شرعية  وهو ما يعني فعليا تغيرات كبيرة في المشهد اليمني الذي ظلت قوى الفساد وتجار الحروب  يحتكرون "الشرعية" فيه بدعم من الخارج،  لكن المخاوف من  أن الانتقالي الذي بدأ توا  التجرد  من مركز قواته رضوخا للسعودية قد يجد نفسه يبعد اكثر عن المشهد ويتراجع في ظل ارتقاء المفاوضات التي كانت بين السعودية والحوثيين إلى مفاوضات غير مباشرة مع امريكا..