محاولات اسرائيلية تطويق ايران بتدويل بحر العرب- تقرير

خاص – YNP ..

على ايقاع مراسيم تنصيب ابراهيم رئيسي، رئيسا لإيران، صعدت  دول  "العدوان الثلاثي"  من وتيرة تحركاتها في بحر العرب وبالقرب من السواحل الايرانية  تاركة المنطقة برمتها على صفيح ساخن ، فما تداعيات هذا التصعيد  وما ابعاده؟

خلال اقل من 24 ساعة، تعرضت 4 سفن تجارية لهجمات متفرقة في بحر عمان وعلى بعد مسافة ليست كبيرة من السواحل الايرانية، جميع تلك العمليات ادارتها اعلاميا البحرية البريطانية ومركز الملاحة البحري البريطاني ، وظلت تتحكم بمصادر المعلومات وتحاول تسويقها وفقا لأجندة سياسية  بدء  بنفي عملية القرصنة على السفن التجارية وصولا إلى اعلان انسحاب القراصنة من تلك السفن.

هذه الاحداث التي وقعت قبالة  ميناء القحيزة الاماراتي تحمل من حيث التوقيت ابعاد عدة تشير إلى ضلوع اطراف اقليمية ودولية في فيه، على راسها  الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تحاولان الضغط على الادارة الجديدة  لإيران  للعودة إلى الاتفاق النووي وتوسيعه ، وثانيهما السعودية التي تسعى بكل قوة لسحب بساط الامارات تجاريا واقتصاديا ،  لكن الأهم  بالنسبة للمنطقة هو الدور الاسرائيلي الخفي خصوصا وأن تلك الحوادث تأتي بعد ايام قليلة على تعرض سفينة اسرائيلية لهجوم بطائرة مسيرة زعمت اسرائيل وبريطانيا وامريكا وقوف ايران ورائه رغم نفي المتحدث باسم الخارجية الايرانية اي دور لبلاده  في الهجوم الأخير.

بالنسبة لإسرائيل التي وسعت علاقاتها توا بالدول الخليجية وتتوق للهيمنة على المنطقة دبلوماسيا وسط رفض شعبي برز بمواقف حركات المقاومة في المنطقة، فغن الهدف من التحركات الاخيرة التي تؤكد المعطيات وقوفها ورائه، ليس الانتقام كما توعد رئيس وزرائها عقب تعرض السفينة الاسرائيلية لهجوم جوي، بل لتحقيق اهداف عدة ، اولها  تعطيل ميناء النفط الجديد الذي افتتحه رئيسي مؤخرا على بحر العربي   ويهدف من خلاله لإيجاد طرق اخرى لتصدير النفط الايراني في ظل التهديدات المتصاعدة بمضيق هرمز، وثانيها  اثارة المخاوف الدولية  من الخطر المحدق بالتجارة في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم وبما يجر الدول الكبرى  لتعزيز  وجودها العسكري في هذه المياه الخليجية وتدويلها رسميا  وبما يمنح تل ابيب وجود مستقبلي  هناك على خطى وجودها في باب المندب وجميعها لا تتعلق بالفعل تجاريا وأن كانت اسرائيل التي عززت دورها في تحالف الحرب على اليمن مؤخرا  تسعى للتحكم بمجريات طريق  التجارة البحرية  وتحويل مسارها نحو موانئها على البحر الأحمر ضمن استراتيجية شق قناة موازية لقناة السويس المصرية ، بل ذات ابعاد عسكرية فهي من حيث التوقيت تشير إلى أن اسرائيل تلقي بكل ثقلها لتكرار سيناريو  محاولات تدويل  مضيق باب المندب  عقب احداث 1973  والتي نجحت فيها مصر واليمن بفرض حصار على اسرائيل عبر اغلاق المضيق في وجه السفن القادمة من ميناء ايلات والمتجهه اليه، ولأن اسرائيل لم تعد تخشى أيا من الدول العربية على مصالحها بعد خطة التطبيع وحصار القوى اليمنية الرافضة له في مناطق بعيدة على  مضيق باب المندب ، تخطط الان لتكرار السيناريو في بحر العرب وبما يؤمن  وجود عسكري لها في ضوء التقارير التي تتحدث عن انشائها قواعد في سقطرى بالتعاون مع الامارات ..  

في نهاية المطاف هدف اسرائيل من كل الفوضى هذه هو  قطع اية امدادات قد تدفع بها ايران لصالح حركات المقاومة في المنطقة وتحديدا في فلسطين وتلافي اي تدخل لمناصرة القضية الفلسطينية مستقبلا وبما يضمن لإسرائيل التمدد في الوطن العربي بكل اريحية بعد فصله عن العالم الاسلامي  كما حاولت فصله عن عرب افريقيا في سبعينات القرن الماضي.