الانتقالي يصعد في لحج واتهامات له بتدبير "قنبلة اجتماعية" – تقرير

خاص – YNP ..

عادت محافظة لحج، البوابة الشمالية لعدن، إلى واجهة  الصراع بين فرقاء "الشرعية" رسميا، مع دفع  الانتقالي مجددا بتظاهرات لإسقاط ما تبقى من سلطة لهادي في المحافظة  التي تشكل مرتكز في  مواجهته مع خصومه في "الشرعية" وتحديدا حزب الاصلاح، وسط اتهامات له بالدفع نحو مسار اخر قد يرجح كفته هذه المرة، فهل ينجح في تغير حظه هناك؟

خلال الساعات الماضية، جاب العشرات من انصار الانتقالي مركز مديرية طور الباحة، وهي مديرية محاذية لتعز تعد ابرز معاقل الاصلاح عسكريا نظرا لاستحداثه محور عسكري فيها قبل اشهر  لا يدين بالولاء لهادي ويتبع اداريا  حمود المخلافي  المقيم في تركيا ويتهم بتدبير مخطط لصالح تواجد تركي في منطقة باب المندب الاستراتيجية والتي تقع على مقربة من طور الباحة.    

المتظاهرين نددوا  بارتفاع الاسعار وانهيار العملة  وتدهور الوضع بشكل عام وهي شعار اصبح كافة المواطنين في مناطق الشرعية  يئنون منه جراء الفوضى الاقتصادية التي تنتهجها حكومة هادي واوصلت الريال إلى مستوى قياسي مع تجاوز اسعار الصرف حاجز الـ1080 ريال للدولار الواحد وما نجم عنه من تداعيات  تتعلق بارتفاع اسعار المواد الغذائية وغيرها، لكن ما يلفت الانتباه هو أن المتظاهرين الذين كان يفترض تنديدهم بحكومة هادي ، وجهوا  جم غضبهم  على  السلطة في المديرية   ما يشير إلى أنها ذات دوافع سياسية نظرا لمحدودية دور السلطة المحلية في صناعة القرار داخل لوبي "الشرعية".

عموما التظاهرة هي جزء من تصعيد ضد سلطة هادي في لحج بشكل عام، لكن توقيت اقامتها في طور الباحة، المعقل الابرز لقبائل الصبيحة،  والمتزامن مع تطورات تنذر بمواجهات قبلية واسعة تشير إلى أن الانتقالي يرتب لقلب المنظومة القبلية واضعافها في هذه المنطقة بعد أن اصبحت حاضنة لخصومه، وهو ما يعزز الاتهامات التي اطلقه الشيخ  القبلي عصام هزاع الصبيحي وحذر فيها من ما وصفها بـ"قنبلة اجتماعية" يتم تدبيرها في لحج  للزج بالمحافظة التي فشل  الانتقالي  في تطويعها   إلى اتون صراعات قبلية، وهو بذلك يشير إلى المواجهات الاخيرة بين الصبيحة ويافع عقب نصب مسلحين من قبيلة الاغابرة كمين لرتل عسكري يتبع فصائل من يافع كان قادما من المخا ما اسفر عن مقتل 4 واصابة اخرين إلى جانب اسر قبائل الصبيحة لقرابة 23 مقاتل يافع والاستيلاء على اطقم ومدرعات..

ومع أن القضية تعود جذروها غلى مواجهات مسلحة  في المخا التابعة اداريا لمحافظة تعز ، خلفت قتيلان من الصبيحة واصابة اخرين من يافع  كان يحاول الرتل العسكري تهريبهم إلى عدن ..

هذه القضية بدأت تأخذ طابع خطير  ينذر بمصادمة بين اكبر قبيلتين في لحج  تغذيها اطراف سياسية ، وحتى الاتهامات للانتقالي بالوقوف ورائها هو من باب الاتهام لجناح  الضالع التواق لإضعاف القبيلتين اللتان لا تزالان تشكلان   مسمار في خاصرته وهي ايضا رغبة سعودية نظرا لفشلها في التحكم بقراراتهما..