السعودية تمهّد لتسليم المهرة لبريطانيا تنفيذاً لعهد المؤسس بالولاء للإنجليز

YNP -  إبراهيم القانص :

حقائق كثيرة تتكشف تباعاً عن السياسات السعودية بشأن اليمن، حيث تتجلى الأهداف والنوايا من خلال التناقضات التي تظهر على أرض الواقع خلافاً لما يعلن عنه رسمياً، ولا تزال عمليات الضخ الإعلامي التي تمنح السياسات السعودية أبعاداً إنسانية، سلاحاً تستخدمه المملكة لتضليل الرأي العام وأخذه بعيداً عن حقيقة الأهداف والنوايا،

لكن التأثيرات السلبية لما يحدث في الواقع والتي اكتوى بها العامة من الناس بما حملته تداعياتها على مستوى معيشتهم وأمنهم واقتصادهم، كانت كفيلة بإزالة الغشاوة عن أعينهم وإدراكهم، بعدما تمكنت شبكات إعلام المملكة من توجيههم فكرياً بما يتناسب مع مصالحها وأجنداتها المفخخة بالغموض.

 

من التناقضات التي كشفت نوايا السعودية الحقيقية من تدخلها عسكرياً في اليمن، على رأس التحالف الذي تقوده منذ أكثر من ستة أعوام، ما يحدث في محافظة المهرة، ليس على صعيد تواجدها العسكري وسيطرتها على مطار الغيضة والمنافذ البرية ومساحات كبيرة من السواحل، بل على صعيد ما تقدمه من تسهيلات لقوات أجنبية تتوافد على المحافظة، وتحديداً القوات البريطانية التي تكثف وجودها بشكل ملحوظ ومقلق خلال الفترة الأخيرة، حيث بدأت تلك القوات بممارسة أنشطة استخباراتية مكثفة لتحقيق المصالح التي جاءت من أجلها.

 

رئيس لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة، الشيخ علي سالم الحريزي، كشف خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الأربعاء، عن نشاط متزايد للقوات البريطانية عبر فتح قنوات استخباراتية وتجنيد شبكة من الجواسيس في أنحاء المحافظة، ففي وقت تنفذ السلطات السعودية أكبر حملة ترحيل للمغتربين اليمنيين تشمل ما يقارب 800 ألف مغترب، تبدي تعاملاً مغايراً مع أبناء القبائل في المهرة، حيث تمنحهم الجنسية السعودية وحق الدخول والخروج من وإلى المملكة بكل سهولة ويسر، الأمر الذي يمثل إحدى جزئيات التناقض السعودي في التعامل مع اليمنيين، فتلك التسهيلات لأبناء المهرة ليست بدافع المحبة لهم فمن يتم ترحيلهم من أراضيها بذلك الشكل التعسفي هم إخوتهم ولا فرق بينهم على الإطلاق، وإنما تمنح أبناء المهرة تلك المميزات لتستغلهم باتجاه تسهيل عمل القوات البريطانية التي تصل إلى المحافظة بتنسيق من القوات السعودية، من خلال تأطيرهم في تشكيلات عسكرية تابعة لها، وتتكفل بتدريبهم وتمويلهم، في عملية وصفها الشيخ الحريزي بأنها امتهان لقبائل المهرة حيث تغريهم بالتجنيس لتستخدمهم في مواجهة أحرار المحافظة، حسب تعبيره.

 

مصادر محلية ذكرت أن ستةً وعشرين جندياً بريطانياً وصلوا إلى محافظة المهرة، في الأيام القليلة الماضية، من خلال عملية إنزال مظلي بتنسيق مع القوات السعودية، الأمر الذي اعتبره الشيخ الحريزي، في مؤتمره الصحافي، تمهيداً لوصول المزيد من القوات البريطانية متوعداً إياها بالمقاومة، داعياً بريطانيا إلى تذكُّر ما وصفه بالتجارب النضالية ضد المستعمرين والمحتلين، موضحاً أن القوات البريطانية حلت محل القوات الأمريكية التي خرجت إلى المكلا عام 2019م.

 

ويرى مراقبون أن التنسيق السعودي لجلب القوات البريطانية إلى المهرة، ربما يكون من باب رد الجميل للمملكة المتحدة، وإنفاذاً لعهد المؤسس بالولاء المطلق والأبدي لبريطانيا، كونها السبب الرئيس في زرع المملكة داخل الجزيرة العربية ودعم توسيع نفوذها، والمهرة بالذات هي جزء من الحلم البريطاني القديم في جنوب اليمن الذي رزح تحت احتلالها ما يقرب من 129 عاماً.