ترتيبات دولية لحسم معركة الهلال النفطي لليمن - تقرير

خاص  - YNP ..

على ايقاع  التحشيدات العسكرية في المحافظات النفطية لليمن، وتحديد شرق البلاد، يتحرك السفراء الغربيين   على مستويين رسمي  وشعبي، والعين على تقاسم  لهذه المناطق قبل اي اتفاق من شانه انهاء الحرب التي تقودها السعودية منذ7 سنوات، فهل بدا العد التنازلي  للسيناريو الاخير في اليمن؟

في حضرموت وشبوة ، اهم مناطق انتاج النفط والغاز ، تبرز  اوجه الصراعات بدقة.  تلقي السعودية  بكل ثقلها لاستعراض قبلي وعسكري لنفوذها في الهضبة النفطية لحضرموت، اهم المحافظات اليمنية،  في الوقت الذي تواصل فيه الامارات حشد الفصائل الموالية لها من الساحل الغربي والجنوب إلى تخوم هذه المنطقة التي قد تشكل منعطف في الصراع بين الحليفتين ليس على مستوى تقاسم مكاسب الحرب  بل ايضا  على مستوى ابعاد امنية ومستقبلية تتعلق بالنفوذ في المنطقة .. هذا السيناريو  يتكرر حاليا في شبوة، فرغم محاولة السعودية لعب دور الوسيط والمنقذ  للإمارات  التي تتعرض قواعدها للحصار وتلتقف القبائل  ارتالها من على الطرقات،  لا يخفى دورها في الضغط على الإمارات لمغادرة هذه المحافظة التي تشكل منذ 2019 منعطفا في الازمة بينهما وتعقد محاولات الرياض لتوحيد الفصائل الموالية للتحالف جنوب اليمن.

وبغض النظر عن صراع الحليفتين ، الذي يمتد  لسنوات وبرز في عدة مواقع،  دخلت اطراف اقليمية ودولية على خط الصراع فعلا ، وابرزها قطر  التي تتحدث انباء عن ابرامها صفقة مع سلطة الاصلاح  في شبوة لتشغيل بلحاف مستقبلا، ومن خلفها الولايات المتحدة التي  تكثف علاقتها بها ما اثار  الامارات ودفع بمستشار  ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد للتشكيك من النوايا الأمريكية الأخيرة  لتحريك قطر في الخليج وذلك في تعليق له   على وصول وزيرا الخارجية والدفاع الامريكيين سرا إلى الدوحة.  وإلى جانب ثمة دور  عماني بدا يبرق مع زيارة وفود تضم  مسؤولين ورجال  اعمال للاستثمار  في مناطق النفط بوادي حضرموت وشبوة، إضافة إلى بريطانيا التي عززت دورها مؤخرا بنصب اجهزة تجسس على شبكات الاتصالات والانترنت، كما اكدته صنعاء،  وواصلت تحركاتها شعبيا  بلقاء لسفيرها الجديد، ريتشارد ا وبنهايم  بما يسمى وفد اتحاد قبائل شبوة  بالتوازي مع تسليط وسائل اعلام بريطانية الضوء على ما وصفتها بالتعقيدات الاماراتية  في بلحاف ومنعها تشغيل  منشاة الغاز  التي تملك شركة توتال 39% من حصتها ناهيك عن بدء   اعتصامات مفتوحة لمسلحي القبائل  أمام منشأة الغاز والحقول النفطية الامريكية في بيحان وهو ما قد يشعل فتيل  صراع دولي جديد في هذه المنطقة.

هذه التطورات هي انعكاس طبيعي للأطماع الدولية في بلد انهكته الحرب والحصار على مدى سبع سنوات، وهي مؤشر على وجود جدية دولية للدفع بعملية سلام بعد انتهاء هذه الاطراف من  خطتها لتقاسم النفوذ في بقية مناطق الصراع حول العالم ، وهي ايضا ضمن خطط دولية لتقاسم المناطق الاستراتيجية والثرية بالنفط والغاز جنوب وشرق البلاد  في إطار مخطط يهدف لتقسيم البلاد شمالا وجنوبا، وهي تعتقد بان  فصل الجنوب واعلانه اقليم منفصل عن صنعاء سيبقي مصالحها هناك امنة في ظل  تقاعس بقية الاطراف اليمنية  عن رفع راية "التحرير" وارتهانها  للقوى الدولية والاقليمية ، باستثناء صنعاء التي تدنوا من السيطرة على مأرب  ..