جريمة قتل السنباني جزء من مخطط كبير ينفذه التحالف جنوباً

YNP - إبراهيم القانص :

لم تكن جريمة قتل المغترب اليمني، عبدالملك السنباني، الأولى ولن تكون الأخيرة، فلا يكاد يمر يوم إلا وتحدث جرائم قتل واختطاف واغتصاب في المحافظات الجنوبية، حيث أباحها التحالف لأدواته التي دربها جيداً ووضع لها الخطط ووفر لها كل الإمكانات، لتحول حياة المواطنين في تلك المناطق إلى رعب مستمر وكابوس طال بقاؤه ليصبح هاجس الأمن ومحاولة أن يمر يوم المواطن

وقد استطاع النجاة من الخطف أو القتل أو هتك العرض والكرامة هو شغلهم الشاغل، وهذا هو ما أراده التحالف باعتباره وسيلة ناجحة لصرف أنظار الناس عما يتم داخل أرضهم من توسع الأطماع وانتهاك السيادة، وقبل مقتل السنباني بأيام قليلة قتل أحد المسلحين مواطناً أمام زوجته وأطفاله بخمس عشرة طلقة من بندقيته، في أحد أحياء مدينة عدن ولا يزال حراً طليقاً حتى اللحظة، بينما تضبط الأجهزة الأمنية في صنعاء مرتكبي أي جريمة مهما كان حجمها وفي وقت قياسي، فضلاً عن حالة الاستقرار الأمني الملحوظة في كل المناطق التي تديرها.

 

المغترب السنباني كان قادماً من أمريكا عبر مطار عدن الدولي، ومن نقطة أمنية في محافظة لحج اختطفه أفراد تابعون لقوات المجلس الانتقالي الممولة والمدعومة إماراتياً، حيث نهبوا ما معه وعذبوه ومن ثم قتلوه بدمٍ بارد، وهي الطريقة التي تستخدمها تلك العناصر بشكل مستمر سواء مع أبناء الجنوب أو أبناء المحافظات الشمالية الذين كانوا يعملون هناك، أو القادمين من الخارج ومثلهم المتوجهين للسفر عبر مطار عدن، وهذه الجرائم ليست عارضة أو مصادفة، وليست من أخلاق اليمنيين في أي بقعة من الجغرافيا اليمنية، بل خطة أساسية مدروسة وضعها التحالف منذ سيطر على الجنوب، لإغراقه في الفوضى واستنزافه بشرياً وإثارة الصراع المناطقي بين اليمنيين، وهذا كله يؤدي في الأخير إلى انشغال أبناء تلك المناطق بوضعهم الكارثي الذي أدخلهم فيه التحالف، حتى لا يستوعبوا ما يتم من نهب ثرواتهم والسيطرة على مواقعهم الاستراتيجية ومنافذهم وجزرهم.

 

الاستقرار الأمني كان أبرز شعارات التحالف التي روج لها عبر منظومته الإعلامية الكبيرة، حتى تمكن من جرف أبناء المحافظات الجنوبية في موجته الشعاراتية المضللة، والتي ترافقت مع حملة إعلامية بالحجم نفسه لتشويه صورة الحوثيين الذين كانت قواتهم حينها في عدن وعدد من المناطق الجنوبية، حيث حرصت آلة إعلام التحالف على تصويرهم كمجرمين وقتلة وأن قوات التحالف هي المنقذ الوحيد للمواطنين، وحسب مراقبين لم تسجل أي عملية انتهاك أو اعتداء أو اختطاف بحق أي مواطن في عدن والجنوب عامة طيلة وجود الحوثيين هناك، ورغم أن التحالف استطاع حرف وعي المواطنين الجنوبيين وتمكن من إيجاد حاضنة شعبية لقواته هناك في أواخر عام 2015، إلا أن ما حدث لم يكن مطابقاً لما تم رفعه من شعارات التحالف، فمنذ تلك اللحظة لم يتوقف مسلسل القتل والاختطاف والاغتصابات والتدهور المعيشي والخدماتي، حتى أصبح غالبية الجنوبيين على يقين تام بأن كل شعار يرفعه التحالف تكون الغاية منه عكس ما جاء فيه، وقد رأوا ذلك واقعاً يعايشونه كل يوم، حسب المراقبين.

 

صنعاء تعاملت مع مقتل المغترب السنباني على يد أدوات التحالف في محافظة لحج باعتباره جريمة تشاركت في ارتكابها الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، حيث حمّل نائب وزير الخارجية، حسين العزي، واشنطن مسئولية قتل المغترب السنباني، بحصارها وإغلاقها مطار صنعاء وحرمان 40 مليون يمني مما أسماه السفر الآمن، كما حمل المنظمة الأممية المسئولية نفسها، مشيراً إلى أنها شاركت في قتل السنباني نتيجة ما وصفه بـ "الصمت المخزي والاعتراف المقيت بهادي ومحسن وشركاء شرعيتهم الزائفة (القاعدة وداعش واللصوص ثانية)، حسب ما ذكره في تغريدة على منصة تويتر، مضيفاً أن مقتل السنباني يؤكد سلامة وعدالة وواقعية وموضوعية رؤية صنعاء للسلام، والتي تقضي بفتح المطارات والموانئ وإنهاء الحصار وعدم ربط الجانب الإنساني بجوانب الصراع السياسي أو العسكري ، مشدداً على أن إنهاء الحصار ضرورة إنسانية واستحقاق قانوني للشعب، ومن شأنه أن يبني الثقة ويوفر الأجواء الداعمة لنجاح أي مفاوضات، حسب تعبيره.