التحالف يوسع دائرة الفُرقة اليمنية

YNP- إبراهيم القانص :
تواصل صنعاء المضي قُدماً في انتصاراتها الميدانية، محدثةً فارقاً كبيراً في مستوى الأداء العسكري، حيث عجزت آلة الإعلام الكبيرة التابعة للتحالف والشرعية عن إخفاء ما تتكبده قواتهما ولا تزال تتكبده

أمام تقدمات قوات صنعاء وانتصاراتها التي لم تخطر قط في حساباتهم، كونهم نظروا إليها منذ بداية عمليات التحالف العسكرية نظرة استخفاف واستهانة نظراً لما يمتلكونه من ترسانة حربية كبيرة ومتطورة.

 وحسب تقرير لـ (فرانس24)، فإن "ميزان القوى في اليمن انقلب لصالح الحوثيين، بعد سبع سنوات من المعارك التي عجزت خلالها قوات التحالف المدعومة عن تحقيق انتصار، الحوثيون باتوا أقوى من أي وقت مضى بفضل قدرتهم على توجيه ضربات مؤلمة لقوات هادي وبلوغ أهداف في السعودية عبر الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة التي يمتلكونها ويطورونها باستمرار".

لم تتوقف صنعاء عند انتصاراتها العسكرية فقط، بل تحقق بالتوازي مع ذلك تقدمات كبيرة وملموسة في عدد من الجوانب، منها الجانب الاقتصادي، حيث أظهرت تفوقاً في إدارة السياسة المالية في مناطق سيطرتها، خصوصاً بما اتخذته من قرارات بشأن التعامل مع الأوراق النقدية التي طبعتها حكومة هادي مؤخراً بدون غطاء نقدي، الأمر الذي تسبب بانهيار تاريخي للعملة اليمنية في مناطق سيطرة التحالف والشرعية التي تجاوز فيها الدولار حاجر الألف ريال، بينما كانت إجراءات صنعاء كفيلة بتثبيت سعر الدولار عند 600 ريال فقط، وكذلك الجانب الأمني الذي حققت فيه سلطات صنعاء تقدماً كبيراً حيث لا يوجد في مناطق سيطرتها أي فوضى أمنية ومعدل الجريمة هناك لا يكاد يذكر إذا ما قورن بنسبتها في مناطق التحالف والشرعية.

تظهر صنعاء أيضاً خطاباً سياسياً معتدلاً ومنصفاً، وتحرص على توجيه دعواتها لمن يقاتلون في صف التحالف متضمنةً تطمينهم بأنها لن تسيء أبداً معاملة من يعود منهم إلى العاصمة أو أيٍّ من المناطق التي تديرها، وقد اتضح ذلك جلياً في تصريحات الآلاف من العائدين والأسرى الذين تم إطلاقهم وفق صفقات التبادل، بينما يتعمد التحالف تبني خطاب عدائي مفخخ بالانتقام والشحن الطائفي والمناطقي، حيث يوجه أدواته بممارسة سلوكيات عدوانية ضد المواطنين تحمل الكثير من النزعات المذهبية والمناطقية، لتوسيع فجوة الخلاف بين اليمنيين وتغذية الصراعات البينية بشكل مستمر حتى لا تخمد نارها، كونه مستفيداً من هذه الحالة لاستكمال تنفيذ مخططاته وتوسيع دائرة أطماعه، وكان آخر ما نتج عن سلوكيات التحالف التي تمارسها أدواته المحلية مقتل المغترب اليمني السنباني، وبعدها اختطاف أربعة طلاب عائدين من ماليزيا، وقد تداولت مواقع إخبارية أنباء تفيد بأن قوات الانتقالي الموالية للإمارات أطلقت اثنين من الطلاب المختطفين واحتفظت باثنين على أساس مناطقي ومذهبي كونهما ينتميان لمناطق شمالية وأسر هاشمية، حسب ما تناقلته الأنباء المتداولة، وهذا ليس بالغريب على أدوات التحالف، فتلك إحدى المهمات التي كلفها بها التحالف وينفق الأموال الطائلة من أجل تنفيذها لتقطيع روابط المجتمع اليمني الذي طالما آمن بالتعايش مترفعاً عن كل تلك المسميات التي تعمق الانقسام والفُرقة.