مساومة سعودية لفك ارتباط الانتقالي بالامارات – تقرير

خاص – YNP ..

بمسارين متوازين، تحاول السعودية  اعادة ترويض الانتقالي، اليد الطولى للإمارات جنوب اليمن، وبما يخدم اجندتها مستقبلا ويعوضها عن قواها التقليدية  التي ظلت تحكم بها اليمن لعقود ، فما امكانية نجاح السعودية في  اعادة تطويع الانتقالي للجنتها الخاصة؟

سياسيا، تضغط السعودية على الانتقالي  لإعادة هيكلة قياداته وبما يعمل على ازاحة القيادات المتبناة اماراتيا كعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك بعد نجاحها فعليا في ابعاد شلال شائع ، العمود الاخر  في مثلث المجلس ، وقد عرضت كما تتحدث  تقارير اعلامية  منصب رئاسة حكومة هادي للفترة المقبلة  لصالح المجلس، والتلويح بمنحه دولة جنوب اليمن، اذا ا تم اخذا في الاعتبار  المقابلة الأخيرة  لرئيس حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية سابقا، حيدرالعطاس، والذي تستضيفه السعودية عبر قناتها "العربية"  منذ اسابيع  وتحاول من خلاله اعادة كتابة تاريخ اليمن خصوصا في الجزاء الاستراتيجي والهام جنوب البلاد، وقد خصصت  حلقته ما قبل الاخيرة هذا الاسبوع للحديث عن ما وصفه بـ"انقلاب الشمال " على اتفاق وثيقة العهد والميثاق التي تم بموجبها ابرام اتفاق الوحدة بين جنوب وشمال البلاد وهي اشارات تحمل في هذا التوقيت دلالات مهمة ، حيث تدفع السعودية ليمن من دولتين   تكرس الواقع الذي فرضته في حربها على اليمن المستمرة منذ 7 سنوات، وهذه الخطوات ظلت حلم بالنسبة للانتقالي  الذي يسعى للاستحواذ على هذه المنطقة الثرية بالنفط والغاز وذات الموقع الاستراتيجي.

أما على الصعيد العسكري، فإن السعودية تحاول الان تقوية المجلس عبر اغراق خصومه وتحديدا في حزب الاصلاح  في معارك استنزاف بمختلف جبهات القتال من مارب في الشمال وحتى ابين في الجنوب وصولا إلى تعز ومناطق اخرى، في الوقت الذي تواصل فيه تعزيز الانتقالي عسكريا سواء بشكل مباشر حيث  تتحدث تقارير اعلامية  عن وصول طائرة شحن عسكرية إلى مطار عدن  تحمل عتاد للانتقالي  ومحاولة تعزيزه بالعمالقة التي تم استدعاء 4 الوية منها في الساحل الغربي إلى ابين، ابرز خطوط التماس بين الانتقالي والاصلاح، تحسبا لمعركة فاصلة أو بغير مباشرة كمنح الامارات ضوء اخضر لتعزيز قوات المجلس عبر موانئ عدن والمخا.

ظاهريا تبدو السعودية في مخططها هذا تحاول انقاذ الانتقالي الذي يواجه ازمات داخلية وخارجية برزت في الاحتجاجات بمعاقله والضغوط الاقليمية لتصفير مكاسبه كحالة الطوارئ التي الغى بموجبها اتفاق الرياض وحتى "الشرعية" ، لكنه يظل ضمن سيناريوهات سعودية تهدف في باطنها لتمزيق المجلس عبر اثارة الصراعات والخلافات في صفوف قياداته كما هو حال مليشياته التي  استقطبت السعودية بعضها وفق لقواعد مناطقية وهي تدرك بان عدن ستتحول إلى ساحة تصفيات اخرى شبيهة بيناير الاسود ، فهي في نهاية المطاف وعبر التاريخ لا يهمها قيام دولة لا في الجنوب ولا في الشمال واستراتيجيتها على مدى العقود الماضية كانت تقوم على تأليب الجنوب على الشمال والعكس،  بقدر ما يهمها الأن ايجاد ورقة رابحة في المفاوضات عبر طرح الانفصال كخيار للمناورة بعد خسارتها عسكريا في الحرب التي قادتها قبل 7 سنوات وتوقعت حسمها خلال اسبوعين.