ليست مجرد حرب براميل.. الخلاف السعودي الإماراتي مرشح للتصاعد – ترجمة

YNP – مارش الحسام :

قالت صحيفة فرنسية أن الخلاف السعودي الإماراتي مرشح للتصاعد أكثر , خاصة أن هذا الخلاف ليس مجرد حرب براميل.

وأكدت صحيفة "les echos" الفرنسية أن الخلاف الحالي بين الرياض وأبو ظبي يقتصر ظاهريا على الذهب الأسود الا أن له أبعاد أخرى ظلت تتظخم طوال الأعوام الثلاثة الماضية وفجرها الخلاف النفطي والذي طفا فجأة إلى السطح بين السعودية وحليفتها التقليدية، الإمارات العربية المتحدة، بشأن تمديد اتفاق خفض الإنتاج من النفط, وخرج وزيرا الطاقة في البلدين، كل على حدة، إلى وسائل الإعلام لشرح موقف كل من العاصمتين بعد فشل محادثات كانت تهدف إلى تجاوز الخلاف بين الدول المصدرة للنفط "أوبك بلس".

 وأكدت الصحيفة أن مسؤلي الدولتين يحاولون إخفاء حقيقة الصراع بينهما بتغريدات في تويتر وكذا بمسرحيات تصالحية كالزيارة التى قام بها وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ال نهيان في شهر يونيو للسعودية والاستقبال الحار له من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان, في مشهد تمثيلي يوحي للأخرين أن الخلاف بين النظامين البتروليين إنتهى رسمياً.

وهو ما عبر عنه ذلك الرجل القوي من أبو ظبي في ختام زيارته.

إذ غرد محمد بن زايد على تويتر "لا تزال الشراكة الاستراتيجية بين الحليفين قوية ومزدهرة"

 ولفتت الصحيفة إن مشهد المصالحة المنسق بذكاء هذا هو رسالة واضحة للمراقبين الدوليين.

وتوضح سينزيا بيانكو ، الباحثة المشاركة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية: "كان من المهم للغاية نفي الشائعات بأن العلاقات الثنائية قد توترت".

  

خلاف عميق حول عدة ملفات

ورغم أن الخلاف الحالي بين الرياض وأبوظبي يقتصر ظاهريا على الذهب الأسود إلا أن مراقبين يرون أن لجذوره أبعادا أخرى ظلت أسبابها تتضخم طوال الأعوام الثلاثة الماضية على الأقل، وفجرها الخلاف النفطي الأخير.

كما أكدت الصحيفة أن الخلاف السعودي الإماراتي مرشح للتصاعد أكثر ,خاصة وأن هذا الخلاف ليس مجرد حرب براميل.

و مع اقتراب نهاية عصر النفط في الخليج ، تزداد المنافسة الاقتصادية بين البلدين.

وعزت الصحيفة الخلاف بين البلدين لأسباب عدة ، أبرزها التنافس الاقتصادي بينهما والذي بلغ ذروته عندما سن الأمير محمد بن سلمان سياسات انفتاحية، وإصراره على ترسيخ أسس اقتصاد سياحي منافس للإمارات، واتباع سياسة انفتاحية داخلية عنوانها الترفيه، وإقامة مدينة "نيوم" على البحر الأحمر شمال المملكة لتكون منافسة لدبي في كل شيء.

وتابعت :"في وقت سابق من هذا العام ، أعلنت السلطات السعودية أن جميع الشركات التي ليس لها مقر إقليمي في المملكة العربية السعودية لن تتمكن بعد الآن من العمل مع المملكة اعتبارًا من عام 2024. وهذا الإنذار يمثل ضربة أخرى لحليفها الخليجي, اذا أعلنت أربع وعشرون شركة دولية كبيرة بالفعل عن نيتها نقل مقارها الإقليمية إلى العاصمة السعودية. وقد يكون هذا الاتجاه أثقل بكثير لأن المملكة العربية السعودية تسعى لجذب ما يصل إلى 500 شركة متعددة الجنسيات إلى أراضيها في غضون عشر سنوات. في حين تستضيف دبي حوالي 140 مقرًا إقليميًا - وهو رقم قياسي في المنطقة".

وأشارت الصحيفة أيضا الى انزعاج أبوظبي وعدم رضاها عن ظروف المصالحة التي تمت بين الرياض والدوحة في كانون الثاني/يناير الماضي بعد أكثر من ثلاث سنوات من الخلاف الدبلوماسي بين قطر من جانب، وكل من السعودية الإمارات والبحرين ومصر من جانب آخر.

ومن أبرز الخلافات بين البلدين هو قرار الإمارات الانسحاب من الحرب المشتركة في اليمن عام 2019 دون تنسيق أو تشاور مسبق مع السعودية، ما أدى إلى غضب سعودي علما أن البلدين كانا يشكلان العمود الفقري لتحالف إقليمي عسكري قاد الصراع في اليمن واستعرض عضلاته في أماكن أخرى.