تحييد "الشرعية" ورقة رابحة لحسم معركة مأرب – تقرير

خاص – YNP ..

اخذت معركة مأرب تطور جديدا  خلال الايام الاخيرة مع اعلان قبائل المحافظة النفطية والأهم في الازمة قبولهم بمبادرة "الحوثي" للسلام  وشروعهم بتسليم الوسيط العماني مذكرة تأكيد على قرارهم الهادف لتجنيب المدينة، اخر معاقل "الشرعية" ويلات الحرب الناتجة عن استخدام الفصائل الموالية للتحالف لسكانها كدروع بشرية  في معركة اصبحت جميع موازينها لصالح صنعاء..

ميدانيا، تفيد التقارير الواردة من جبهات القتال بتحقيق قوات صنعاء المزيد من الانتصارات على عدة جبهات ابرزها الجوبة التي وصلت المواجهات خلال الساعات الماضية إلى قرى مركزها الاداري بعد سقوط مواقع استراتيجية كالزاخم وجبل قوبيل بيد "الحوثيين" وفي العبدية تتحدث تقارير ايضا عن مفاوضات بين صنعاء وبعض مشايخ المديرية المحاصر مركزها   لترتيبات ادارة المديرية كحال بقية المديريات الـتي تسيطر صنعاء عليها وتتجاوز الـ80% من اصل   مديريات مأرب الـ14  والتي  تخلت عن التحالف  وقررت حسم  امرها بيدها باتفاقيات تضمن لأبنائها ادارة مناطقهم.

 الأمر لا يقتصر  فقط على التحركات الميدانية بل ايضا على المسار السياسي حيث اعلن كبار مشايخ مأرب من صنعاء قبولهم بمبادرة قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي بمؤتمر صحفي اكدوا خلالها بدئهم اتصالات مع الوسيط العماني للشروع  بتنفيذ المبادرة بعيدا عن هوامير "الشرعية" ممن يقيسون الحل السياسي والسلام وفق لأجندة ومصالح تدفع مأرب وقبائلها الثمن باهضا لأجله  وهذا ليس تحليل بل باعتراف  ابرز قادة فصائل "الشرعية" في مأرب مفرح بحيبح، وقد ظهر في مقطع فيديو جديد كشف فيه عن اختلال داخل "الشرعية" التي اتهم قاداتها بعقد صفقات على حساب من وصفهم بـ"الجيش الوطني والمقاومة" وهو بذلك يشير للفصائل التي يقودها ومثله اخرين في مأرب.. بحيبح ليس الاول ولا الاخير الذي يعترف بخداع "محسن وهادي" لهما فقد سبقه الحسن ابكر الذي ضحى بأولاده  وقد ظهر هو الاخر  وعلى الهواء مباشرة ومن قناة المهرية التابعة للإصلاح وهو يكشف حجم الصراع  الذي تحكمه المصالح داخل منظومة ما تسمى بـ"الشرعية".. عموما هذه  التحولات في المشهد والمتزامنة مع حراك دولي واقليمي للدفع بعملية سلام شامل  هي مجرد تحصيل حاصل  للانتصار الاكبر لقوات صنعاء التي اصبحت الأن تحاول فقط ادارة معركة المدينة باقل الخسائر  البشرية في صفوف المدنيين سواء اولئك الذين يسكنون المدينة أو الذين تم جليهم بطريقة أو بأخرى وتوطينهم في مخيمات ليكون مترس بشري يدافع عن مصالح  المسؤولين الفاسدين الذين يتحصنون داخل المدينة، لكن اهميتها تكمن في انها ترفع  الغطاء عن الفصائل الموالية للتحالف سواء تلك القادمة من خارج المحافظة أو المتدثرة بثوب الجماعات الارهابية والتي تحاول حماية مصالح مافيا محلية واقليمية استمرت نهب الثروات والتنكيل بأصحاب الارض، وهي كما تشير المعطيات مقدمة  لحسم  تقوده قبائل مأرب نفسها  ويضع امر واقع أمام الحراك الدولي  باسم السلام والهادف اصلا لاطالة امد الحرب بإبقاء معركة مأرب معلقة.