ذوو البشرة السوداء يتعرضون لحملة "تنظيف" من السلطات الإماراتية

YNP -  إبراهيم القانص :

أن ترتدي ملابس لا تروق للسلطات، أو تنشر شيئاً على حسابك في إحدى منصات التواصل الاجتماعي، أو تتواجد في المكان الخطأ، من وجهة نظر السلطات أيضاً، توقع أن يتم القبض عليك واحتجازك، وقد تأخذ المسألة منحىً خطيراً ربما يصاحبه تلفيق التهم الكيدية وتجد نفسك متهماً بقضية سياسية وتصبح مصدراً لإقلاق الأمن والسكينة العامة، أو جاسوساً تستهدف الدولة بأكملها، كل ذلك يحدث في الإمارات، أكبر أدعياء الإنسانية،

وبالتحديد مع ذوي البشرة السوداء من العمال الأفارقة الذين ساقهم سوء حظهم للبحث عن الرزق في تلك الدولة، التي يتعرض الأفارقة لاستهداف عنصري ممنهج ومتعمد على يد سلطات النظام الإماراتي، لأسباب غير مبررة إطلاقاً لكن لمجرد استعراض سلوك استعلائي مسيء يكشف حقيقة من أزعجوا العالم بتقديم أنفسهم رعاة للإنسانية، بينما العاملين لديها من ذوي البشرة السوداء عرضة للاختطاف والتعذيب والإساءة لمجرد لون بشرتهم، ذلك ما جاء في تقرير لمنظمة "أفريكان أرجُمنتس"، المعنية بحقوق الإنسان في أفريقيا.

 

المنظمة الحقوقية أكدت أن السلطات الإماراتية تمارس تمييزاً عنصرياً ضد العمال الأفارقة وتعذبهم، وترحلهم تعسفاً من أراضيها، بعد أن توجه لهم تهماً أخلاقية كيدية، حسب تصريحات عاملين أفارقة للمنظمة، كانوا ضمن 800 عامل أفريقي تم اعتقالهم وتقييد أيديهم وأرجلهم واقتيادهم إلى أماكن بعيدة في الصحراء، حيث تعرضوا للتعذيب والصعق بمسدسات كهربائية، بما فيهم عاملات تعرضن للتحرش الجنسي أثناء القبض عليهن واتهامهن بالدعارة، وقال العاملون إن السجانين الإماراتيين كانوا يقولون لهم إن السلطات الإماراتية تعتزم "تنظيف" شوارع أبو ظبي من الأفارقة السود، كما لو كانوا قذارة، لافتين في تصريحاتهم للمنظمة الحقوقية إلى أن السلطات الإماراتية قيدت الرجال والنساء بالسلاسل، رغم أن فيهن حوامل، وضربت الجميع أثناء الاستجواب.

 

أقنعة الإنسانية التي تخفي الإمارات خلفها ممارسات بعيدة كل البعد عن السلوك الإنساني، تتساقط ليظهر وراءها وجهاً مشوهاً أبعد ما يكون عن ادعاءات الإنسانية، وبقدر ما ترفعه من شعارات، تتكشف تباعاً إساءات لم تكن لتخطر على بال أحدٍ ممن بهرتهم تلك الأضواء التي تسلطها أبوظبي على إنسانيتها الزائفة، أما اللحن الذي طالما عزفته بمسميات مضللة للأعمال الخيرية والإنسانية فقد أصبح نشازاً، بعدما غلبت عليه الأصوات المتعالية بالبكاء وصرخات الألم والقهر، لأولئك الذين يقع عليهم ظلم الإمارات وصلفها، إما بتدمير سلمهم الاجتماعي وتحويل بلدانهم إلى ساحات حرب أتت على كل ما كان جميلاً في حياتهم، بدعمها الحركات المتمردة والتنظيمات المتطرفة التي نزعت من تلك المجتمعات أمانها واستقرارها ولقمة عيشها، وإما على مستوى الأفراد العاملين لديها، حيث أصبحت تمارس ضدهم عنصرية علنية، ليقينها أن الجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لن تنصف أحداً، فأبوظبي تشتري ضمائر المعنيين بالحقوق وتوجّه مواقفهم حسب بوصلة مصالحها.

 

منظمة "أفريكان أرجُمنتس"، قالت إن دعاوى قضائية ترفع الآن أمام محاكم دولية ضد الإمارات، بعد تعذيب عمال أفارقة وترحيلهم بشكل تعسفي، في وقت لا يزال المئات منهم محتجزين في ظروف غير إنسانية وغير قانونية، ورغم أن الإمارات تعتبر الدول الأفريقية شريكاً تجارياً إلا أنها تستغل ثرواتها باسم تلك الشراكة، وها هي الآن تسيء معاملة مواطني تلك الدول داخل أراضيها، بدون أن تضع اعتباراً لما تسميه شراكة أو لما هو واجب إنساني وأخلاقي، كما هي عادتها.