حكومة هادي والتحالف في ورطة.. هل تعقر القوى الدولية حصان طروادة الذي أدخلها إلى اليمن ؟

YNP -   خاص :

تتضح يوما بعد آخر ملامح الأجندات الدولية في اليمن، التي يمثل التحالف واجهة لها فيما مثلت يافطة دعم الشرعية حصان طروادة والبوابة إلى تنفيذ هذه الأجندات التي وإن لفها الغموض والتلبيس وسط الخلط الكبير للأوراق الذي تم خلال سنوات الحرب الدائرة رحاها في اليمن،

إلا أن متغيرات الواقع على كافة المستويات خلال هذه السنوات، كان كفيلا بكشف جانب مهم من هذه الأجندات الاستعمارية التي وظفت القوى الدولية أطرافا محلية وإقليمية في التمهيد لها.

وفي ضوء معطيات واقع الأزمة اليمنية، يبدو جليا أن الحرب التي خاضها التحالف في اليمن- ولا يزال- كانت خطوة تالية من خطوات التدخل الدولي المباشر في اليمن، حيث ظهرت ملامح هذا التدخل- وإن بالصيغة الناعمة- منذ ما قبل انتفاضة فبراير 2011، حيث كان سفراء الدول الكبرى، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، هم المتحكمون الفعليون بسياسة البلاد، وهم المسيطرون على قرارها، ولم تكن المبادرة الخليجية لنقل السلطة، وما أعقبها من حوار إلا ضمن المخطط الذي تنفذه القوى الدولية في البلاد منذ فترات سابقة.

وبعد أكثر من ست سنوات من الحرب التي شنها التحالف بدعم من القوى الدولية، تحت لافتة "إعادة الشرعية"، تجسدت ملامح المخطط الاستعماري لهذه القوى، بعد أن سقطت ذريعة الشرعية، التي باتت اليوم ورقة منتهية ومحروقة بات وشيكا التخلص منها.

وعملت كل من السعودية والإمارات الواقفتان على رأس تحالف الحرب في اليمن، على تمهيد الطريق أمام الأجندات الدولية، وفي مقدمتها الأطماع الأمريكية البريطانية، التي ترجمها التواجد المباشر للقوات الأمريكية والبريطانية في المحافظات الجنوبية والشرقية، وكذا بناء السيطرة على السواحل والجزر اليمنية ونشاء قواعد عسكرية فيها، وبالذات جزيرتي سقطرة وميون اللتين تمتلكان أهمية استراتيجية تعزز من الأطماع الدولية، نظرا لموقعهما المسيطر على خطون الملاحة الدولية في البحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر العرب ومضيق باب المندب.

وعقب الهزائم التي تلقتها حكومة هادي والقوى المحلية المرتبطة بالتحالف، على أيدي قوات صنعاء، وسيطرة الأخيرة على مناطق واسعة في محافظات شبوة ومارب، ووصولها إلى مشارف مدينة مارب عاصمة المحافظة الغنية بالنفط والغاز، بالإضافة إلى الفشل الذي أظهرته حكومة هادي في إدارة مناطق سيطرتها على كافة المستويات، والصراعات التي تشهدها هذه المناطق والانهيار الاقتصادي، طرأ تحول في الموقف الدولي تجاه هذه الحكومة التي تلقت دعما كبيرا من قبل المجتمع الدولي طوال السنوات الماضية، وهو ما يشير إلى بداية تخلي القوى الدولية عنها، بعد أن أصبحت تمثل عبئا لا طائل من وراء التمسك به.