الأمم المتحدة تتسوُّل باسم المهددين بالمجاعة لتُطِعم مقاتلي التحالف والشرعية

YNP - إبراهيم القانص :
لا تزال الأمم المتحدة ترفع وتيرة التهويل من مجاعة كبيرة في اليمن، حيث تقول إن الأموال التي تطعم بها الملايين المهددين بالمجاعة قد نفدت، رغم الفضيحة المدوية التي كشفها الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء خلال الأيام الماضية، ببثه مشاهد لمخازن التغذية في مواقع قوات التحالف والشرعية التي سيطر عليها في مديرية العبدية بمحافظة مارب،

حيث كانت مليئة بالمواد الغذائية الممهورة بشعارات وأختام منظمات تابعة للأمم المتحدة، بل أشهرها وهي منظمة يونيسف، وتحديداً منظمة الطفولة، أي أن جزءاً كبيراً من الأموال المخصصة لإطعام المهددين بالمجاعة توجهه الأمم المتحدة لإطعام المقاتلين الموالين للتحالف، وبذلك يتكشف جانب مريع من سياسة المنظمة الأممية التي تدعي الحياد والحرص على السلام وتجنيب المدنيين ويلات الحرب والمجاعة، بدعمها العسكريين المقاتلين على حساب المواطنين الذين صمَّت آذان العالم من أجل جمع الأموال لإطعامهم قبل أن تتفشى المجاعة في أوساطهم، وهي بذلك تكيل بمكيالين منتهكةً المبادئ والقيم الإنسانية التي أنشئت من أجلها، وكاشفةً بذلك أنها طرف مشارك في الحرب على اليمنيين، وإن كان بطريقة غير مباشرة ومتوارية خلف أقنعة الإنسانية.

تلطخت سمعة الأمم المتحدة، بما أقدمت عليه منظمة يونيسف التابعة لها، والتي تجاوزت قوانين الإنسانية وخرجت عن المهنية والحيادية التي تدعيها، بل عن هدفها الإنساني الرئيس الذي تتسول من خلاله دول العالم لجمع الأموال باسم الجياع وضحايا الحرب في اليمن، غير مبالية بأن الطفل الذي يموت من سوء التغذية كان مخصصه من الغذاء في ثكنة عسكرية وعلى موائد مقاتلي التحالف والشرعية في مناطق المواجهات.

وضعت الأمم المتحدة نفسها في ورطة كبيرة أمام ملايين اليمنيين الذين تصفهم المنظمة الأممية بالمهددين بالمجاعة، بعدما اتضح أنها أحد الأسباب الرئيسة في تفاقم المجاعة، بتحويلها آلاف الأطنان من المواد الغذائية إلى ثكنات المقاتلين التابعين للتحالف، في عدد من مناطق المواجهات، خصوصاً في مارب، حسب ما أثبتته مشاهد الإعلام الحربي التابع لصنعاء من مخازن التغذية التابعة لقوات التحالف والشرعية، وحسب مراقبين ليس مستغرباً ضلوع المنظمة الأممية في مثل تلك الممارسات والسلوكيات الخارجة عن نطاق قوانين الإغاثة الإنسانية، حيث سبق ووثق الإعلام الحربي التابع لصنعاء مشاهد من مواقع عسكرية كانت تابعة للتحالف ومخازنها مليئة بصناديق أسلحة وذخائر مختومة بشعار وكالة التنمية الدولية الأمريكية، وهي إحدى الوكالات التي تدور في فلك المنظمات الدولية نفسها التي تتاجر بضحايا الحروب وتدعم المتسببين بها.