الانسحاب من عدن ..هروب سعودي أم بدء تنفيذ خارطة سلام - تقرير

خاص – YNP ..

يحتدم الجدل مجددا في اليمن ، وقد قررت السعودية التي تقود حربا وحصارا عليه منذ 7 سنوات، اجلاء قواتها من المناطق الخاضعة لسيطرتها  جنوب وشرق البلاد، والتي كانت حتى وقت قريب محل اطماعها، تاركة اتباعها  يواجهون مصيرهم وقد  اصبحت الكفة الأن في  صالح صنعاء أو من تصفهم بـ"الحوثيين" ، فما ابعاد الانسحاب في هذا التوقيت؟

ثمة فريق يقوده  ابوبكر القربي، وهو دبلوماسي بارز تولى منصب  وزير الخارجية في النظام السابق لسنوات، يرى بأن الانسحاب السعودي محاولة للتهرب من التزاماتها في اعادة الاعمار ودفع التعويضات، وهذه  النظرة النابعة من قراءة وفق لحساب نظام يعاد حاليا  تدويره إلى المشهد تنم عن اتفاقيات من نوع ما أو "بيعة" تمت   بموجبها مقايضة السلطة  برفع الحرج عن السعودية وتنفيذ اهم مطالبها التي فشلت في انتزاعها من "الحوثيين" دبلوماسيا وعسكريا رغم الاغراءات التي قدمت للتنازل عن  شرط اعادة الاعمار ودفع التعويضات التي ترفع صنعاء سقفها إلى  مليارات الدولارات.. وبغض النظر عن رؤية القربي، ثمة رؤية تظهر  داخل النظام الذي يتم تشيعه حاليا  بقيادة هادي، و عرضها صالح الجبواني، وزير النقل السابق في حكومته، ترى بان الانسحاب السعودي هو ضمن اتفاقيات دولية واقليمية لبدء تنفيذ  حل سياسي يقضي بتقسيم اليمن إلى اقليمين جنوبا وشمالا، وهو بذلك يحاول الظهور بثوب الخائف على وطنه مع انه كان من اوائل من سوقوا للانفصال..

 بعيدا عن النظرات المحكومة بالمصالح والمصاغة وفقا لأجندة، ثمة وقائع على الارض باتت تحكم مصير الحرب على اليمن ابرزها الانتصارات التي تتجسد في مأرب، اخر معاقل الفصائل  الموالية للتحالف، وتقرب المدينة التي تشل مفصلا في الحرب جنوبا وشمالا  ، واصبحت جميع الدول الاقليمية والدولية المشاركة في الحرب تدرك ما بعدها خصوصا وأنها تلقي بكل ثقلها حاليا  للحيلولة دون سقوط ما تبقى من احياء في المدينة  ، وهذه التحولات باتت تعترف بها السعودية ذاتها التي اشارت صحفها اليومية إلى اقتراب سقوط مدن الجنوب في اشارة إلى  ان  قوات صنعاء لن تحتاج لوقت وجهد  في دخول الجنوب  مقارنة بمأرب.. عموما الانسحاب السعودي  من عدن  لم يكن مفاجئا وليس الاول فقد سبقه انسحاب من شبوة وتقليص تدريجي للقوات في المهرة وربما تستكمل العملية في غضون  ايام أو اسابيع في ظل مسابقة السعودية للوقت  لإنهاء وجودها العسكري في اليمن،  ناهيك عن ابرامها اتفاق مع سلطنة عمان  لنقل نفطها عبر بحر العرب بدلا عن المهرة التي كانت ابرز اهداف الحرب على اليمن، وجميعها مؤشرات على أن السعودية  اصبحت اكثر من أي طرف مقتنعة تماما بالهزيمة وأن حاولت  احلال بدائل لها سواء بنشر قوات بريطانية في المهرة أو مصرية واماراتية في عدن  أو بإضفاء طابع  الحراك السياسي في ملف اليمن لإبرام اتفاق ولو على عجل ويلبي مطالب صنعاء، فكل همها الأن تلافي مزيد من الاستنزاف وترك  اتباعها يواجهون مصيرهم.