لماذا اختارت الإمارات الوطأة في شبوة لضرب القوى اليمنية ببعضها ؟ - تقرير

خاص – YNP ..

اثار اختيار التحالف منطقة الوطأة في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن،  كمنطلق لتفجير الوضع في هذه المحافظة الثرية بالنفط والغاز والكنوز التاريخية، واغراق اليمنيين بمستنقع الحروب   ، الكثير من التساؤلات في اوساط المتتبعين لتاريخ اليمن القديم وعن الهدف من اختيار هذه المنطقة بالذات ؟

يعود تاريخ  منطقة الوطأة، وهي منطقة صحراوية على تخوم مدينة عتق ، المركز الاداري لمحافظة شبوة، إلى حقبة الاحتلال البريطاني ، حيث عرفت هذه المنطقة بالاحتشاد القبلي  الكبير الذي سبق انطلاق الثورة ضد الاحتلال البريطاني في عدن..

اليوم يعود اسم المنطقة "الوطأة" من جديد إلى المشهد، وقد اختارته الامارات ، الاحتلال الجديد، كمنطلق لتفجير الوضع بين اليمنيين انفسهم، وهي الأن تحشد اتباعها في جناح صالح بالمؤتمر والمجلس الانتقالي، ضمن ترتيبات للتصعيد ضد سلطة الاصلاح في المحافظة..

بالطبع الاحتشاد الذي دعا له عوض بن الوزير الذي  نصب الاحتلال  البريطاني اسلافه كسلاطين على مملكة العوالق التي كانت تستوطن هذه التربة ، لم يكن في إطار التحضير لانتفاضة جديد ضد الاحتلال الذي يعيد تركيب نفسه في عدن بإدخال اطراف اقليمية ودولية جديدة لإدارة الوضع هناك، ولا حتى للمطالبة بإنهاء  نهب الاحتلال لثروات المحافظة التي تعاني من وضع معيشي وخدمي صعب في الوقت الذي تتسابق فيه قوى دولية واقليمية  لنهب مواردها، بل لتمكين ما بات يعرف بـ"الاحتلال الجديد"، فالإمارات التي تتحدث التقارير عن ضخها قرابة 5 ملايين دولار  لتمويل الفعالية الجديدة  هدفها في نهاية المطاف هو ابقاء منشأة بلحاف وحقول النفط تحت قبضتها  سواء عبر الضغط بالتحشيدات القبلية  على سلطة الاصلاح للاستسلام أو بالتلويح بتفجير الوضع عسكريا عبر تحشيدات فصائلها من الساحل الغربي إلى ابين وشبوة ،  في حال لم تتوصل إلى اتفاق يجنبها سحب قواتها من المحافظة.. وحتى الاصلاح الذي ترفض قياداته التوصل إلى اتفاق مع الامارات لم يكن دافعه وطني وقد اوغل بنهب الثروات على مدى العقود الماضية بل ذات ابعاد تتعلق بنهب الثروات واخرى اقليمية تتعلق بالصراع الاماراتي – القطري وتداعيات الازمة الخليجية التي وضعت الامارات تحت رحمة الغاز المسال قطريا..

أيا تكون نتائج التحركات الجديدة ،  الإ أن اختيار الامارات لمنطقة الوطأة واعادة ابرز سلاطين الاحتلال للواجهة  في شبوة هي  صور على أن الاحتلال الجديد يحاول الاستفادة من اخطاء  الاحتلال القديم بتحويل منطلقات الثورة إلى سهام في خناجر الشعب بغية  تلافي تداعيات رحيله ، غير أن الكارثة  تكمن في عدم قراءة القوى اليمنية نفسها لتاريخها وتجاهلها لمنعطفات  ورغبات الاحتلال سواء عن جهل أو عن قصد..