وفد يهودي يزور المملكة ويشيد بإدراك السعوديين أن مصلحتهم مع إسرائيل

YNP -  إبراهيم القانص :

الوفد اليهودي الذي زار السعودية في شهر يونيو الماضي، تحت غطاء تحقيق السلام، التقى شخصيات اعتبارية من الأسرة الحاكمة ومسئولين حكوميين كباراً، وهي زيارة سرية في إطار الدفع بعلاقات المملكة مع الكيان الإسرائيلي إلى التطبيع العلني،

وقال أحد أعضاء الوفد المكون من خمسة عشر زعيماً يهودياً جمهورياً من الولايات المتحدة الأمريكية، أن سبب سرية الزيارة هو الحساسيات التي كانت بين إدارة بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ذلك الوقت، إلا أن اليهود كانوا حريصين على كشف تفاصيل الزيارة بعد أشهر من حدوثها، حتى وإن كان الكشف عنها يخالف رغبة السعوديين فالأهم عند اليهود هو أن يعرف العالم إلى أي مدى نجحت السياسة الإسرائيلية في اختراق الدولة العربية التي ظلت تسوّق نفسها خلال عقود من الزمن باعتبارها رمزاً دينياً وعروبياً، وهي الآن تفقد آخر ارتباطاتها بما يخص الدين والعروبة، حسب ما كشفه الوفد اليهودي من تقدم العلاقات مع المملكة، على حساب قضايا مركزية عربية وهوية ظلت المملكة تدعيها على مدى عقود.

 

البعثة اليهودية عبرت عن سعادتها بما يما يتعلق بسياسة الانفتاح التي تنتهجها سلطات النظام السعودي، والتفكك الأخلاقي الذي طرأ على المجتمع في المملكة وطمس هويته المحافظة بإدخال الثقافات الغربية وقمع أي معترض على ذلك، حيث وصف أحد أعضاء البعثة اليهودية وضعية المجتمع بعد إدخال مظاهر الحياة الغربية إليه بأنه تقدم لافت تم إحرازه خلال سنوات قليلة بشأن غربنة البلاد، أي خلال الفترة التي بدأ فيها بن سلمان إدارة شئون المملكة، وفي ما يخص إلغاء موسم الحج والشعائر الدينية في مكة والمدينة المنورة، قال عضو الوفد اليهودي أنه تم إحراز "خطوات هائلة فيما يتعلق بالحقوق الدينية وحقوق المرأة"، مشيراً إلى أن ما وصفه بالتقدم المحرز كان غير متوقع من قبلهم بل كانوا يظنون أنه لن يحدث إلا بعد قرن أو قرنين على الأقل، مؤكداً أنهم على وشك حدوث شيء كبير، حسب وصفه، وأنه أمر قابل للتطبيق، في إشارة واضحة إلى إعلان التطبيع الرسمي الشامل مع النظام السعودي، موضحاً أنه لم يعد يوجد سبب لتأخير القيام بخطوة التطبيع العلني.

 

وأبدى أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي إلى السعودية سعادته لوجودهم في أراضي المملكة، منوهاً بأن أحداً لم يكن ليصدق أن بإمكانهم حتى التحليق فوق المجال الجوي السعودي، وأن حدوث ذلك كان أمراً خارج العقل، مشيراً إلى أن هناك توجهاً لبناء خط قطار بين الإمارات وحيفا، عبر الأراضي السعودية. وأن هناك بنية تحتية تكنولوجية بين الخليج وإسرائيل، يجب أن تمر عبر الأراضي السعودية، مؤكداً أن مصلحة السعوديين الوطنية تعميق العلاقات مع الإسرائيليين، مشيداً بتوصل السعوديين إلى ذلك الاستنتاج، قائلاً: "إن التطبيع مع إسرائيل أمر منطقي بالنسبة للسعوديين من منظور ديموغرافي، لأن 70 في المائة من سكانها تقل أعمارهم عن 35 عاماً، ويدركون مدى أهمية نظام التعليم الغربي الحديث للجيل القادم".