قبائل "جبل مراد" يتسببون بثغرة كبيرة في صفوف التحالف

YNP - إبراهيم القانص :
التاريخ يعيد نفسه.. يبدو أن اليمن في هذه الآونة أمام تجلٍ واضح للحقيقة التاريخ التي تتجلى في الكثير من المنعطفات التي تمر بها شعوب وبلدان العالم،

خصوصاً التي كانت حافلة بالصراعات الداخلية والخارجية، فعلى مدى تاريخ اليمن لم يثبت أن تعرض لغزو أجنبي إلا وهو في حالة شتات وصراع داخلي، وكانت القوى الطامعة في غزو اليمن واحتلال أراضيه تستخدم أسلوب زرع الشقاق والنزاعات الداخلية بين اليمنيين وبالتالي يسهل عليها غزوه واحتلاله، وفي كل مرحلة من تلك المراحل كانت الحكاية دائماً تنتهي بتوحد اليمنيين وطرد الغزاة المحتلين من أرضه بعد أن يذوقوا ويلات العذاب وأنواع الهزائم المخزية على يد المقاتلين اليمنيين، وهو ما يبدو أن اليمن بصدده في هذه المرحلة التي يخوضها من الحرب ضد التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات منذ ما يقارب سبع سنوات.

استخدم التحالف في حربه على اليمن أسلوباً مشابهاً- حد التطابق- للأساليب التي كانت استخدمتها قديماً عدد من القوى الطامعة في احتلاله، فقد استمال إلى صفه فئات ومكونات يمنية أحدثت شرخاً في الصف اليمني، وانساقت وراء إغراءات التحالف سواء بما يضخ إليها من الأموال، أو بما يعدها من مناصب الحكم والنفوذ، وتدريجياً وعلى مدى السنوات الماضية من الحرب، بدأت تتكشف نوايا وأهداف التحالف الحقيقية، وبدأ جزء كبير من اليمنيين، الذين ظن التحالف كسبهم إلى صفه، إدراك أنهم في المكان الخطأ وأن ما يستخدمهم التحالف من أجله هو عبارة عن أهداف ومطامع لا مصلحة لليمنيين فيها، بل تخدم فقط مصالحه وأطماعه، وكان لسياسة صنعاء المتميزة والواثقة والواقفة كلياً في صف الوطن ضد الطامعين في خيراته ومواقعه، أثر كبير في فضح كذب التحالف وتغريره باليمنيين الذين انضووا تحت رايته، وبدأ الكثير منهم بالانشقاق عنه والعودة إلى صف الوطن مخيبين بذلك ما عقده التحالف عليهم من آمال لتحقيق أحلامه.

قبائل جبل مراد في محافظة مارب، لطالما راهن التحالف على بقائها في صفه، منجرةً خلف شعاراته الزائفة ووعوده الوهمية المضللة، لكنها ما لبثت أن أدركت حجم ما كانت ستقع فيه من خطأ مسيء لتاريخها المعروف بالأصالة وعمق الانتماء للوطن، ومكانتها التي لم تكن في يومٍ من الأيام سوى في مقدَّم الصفوف حين ينادي منادي الوطن طالباً فزعة أبنائه حين تحدق به الأخطار، فكانت لها الكلمة الفصل في تعرية التحالف وإعلانها العودة إلى أصالتها ومواقفها الشجاعة، ملتحمةً بصنعاء في خط مواجهة التحالف والقضاء على مشاريع أطماعه في ثروات ومواقع اليمن الاستراتيجية، مُحدثةً بذلك علامة فارقة في مسار الأحداث ومعادلات المعارك، وهو الأمر الذي ما كان في حسبان التحالف الذي توهم ذات يوم أن شعاراته وأمواله ستغير هوية اليمنيين وأصالتهم كأعرق شعب على وجه الأرض.

في السياق نفسه، تتكشف بوادر في مناطق أخرى من اليمن، لا تزال تحت سيطرة التحالف، وكما يبدو أن مفعول إغراءات وتضليلات التحالف بدأ يزول لمغايرته تماماً واقع ما يعيشه أبناء تلك المناطق من انهيارات اقتصادية وأمنية وخدماتية، وانتهاك سيادة وصل حد الإعلان والتبجح، فقد أعلنت محافظة المهرة، التي تسيطر عليها قوات سعودية وبريطانية وإماراتية، من خلال لجنة اعتصام أبناء المهرة استعدادها البدء بالكفاح المسلح ضد القوات الأجنبية، وفي أحدث اجتماع عقدته في مدينة الغيضة، قالت اللجنة إن أبناء المحافظة أصبحوا أكثر وعياً من السابق، بمخططات الاحتلال، وإنهم لن يخضعوا أو يركعوا وسيظلون أوفياء لوطنهم ومحافظتهم، مطالبين جميع اليمنيين بالتوحد لإخراج الاحتلال السعودي الإماراتي من اليمن الذي يواصل الإمعان والتفنن في تعذيب الشعب اليمني بكافة الأساليب، من خلال تدميره الممنهج للاقتصاد، وتعطيل مؤسسات الدولة والعبث بها.

أبناء المحافظات الجنوبية أيضاً بدأوا يدركون أن التحالف يمارس ضدهم إبادة جماعية، سواء بخنقهم اقتصادياً ومعيشياً، أكثر من غيرهم من أبناء اليمن، أو بالزج بأبنائهم وشبابهم إلى معاركه العبثية في جبهات الساحل الغربي أو على الحدود السعودية لحمايتها نيابة عن جيشها الكرتوني الذي يملك أفتك وأحدث الأسلحة لكنه لا يجيد استخدامها، ولا يقوى على كسر روتينه الترفيهي الذي تعود عليه، وقد أبدى ناشطون جنوبيون ومواطنون استياءهم الشديد مما وصفوه بتصفية الجنوبيين والدفع بهم إلى الصفوف الأولى في المعارك والمواجهات التي لا تخدم سوى مصالح التحالف وتبيد اليمنيين، جاء ذلك عقب وصول أكثر من عشرين جثة من قتلى الألوية الجنوبية في الساحل الغربي، غالبيتهم من أبناء منطقة الأزارق في الضالع، حتى الغارات التي ينفذها طيران التحالف ضد الألوية التابعة له تصيب أهدافها في أماكن تجمع أبناء المحافظات الجنوبية، وخلال الأيام الماضية قصفت طائرات التحالف معسكراً في الساحل الغربي وكان غالبية الضحايا من أبناء مديرية دار سعد بعدن.