في نسختها الثامنة.. ما الرسالة التي تحملها عمليات صنعاء الهجومية ؟

YNP -  عبدالله محيي الدين :

تواصل صنعاء عملياتها العسكرية في العمق السعودي، في ما تطلق عليه عمليات توازن الردع، والتي أعلن نطاق قوات صنعاء العميد يحيى سريع السبت عن النسخة الثامنة منها، في إطار ردها على العمليات العسكرية التي يشنها التحالف في اليمن والغارات التي ينفذها الطيران على عدد من المحافظات، والذي كثف غاراته الجوية مؤخرا بالتزامن مع التقدم الذي حققته قوات صنعاء في محافظة مارب، واقتراب سيطرتها على آخر المديريات فيها.

وبحسب سريع فإن العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة التابعة لصنعاء، والتي أعلن عنها السبت، شاركت فيها أربعَ عشرةَ طائرة مسيرة، على أهداف داخل العمق السعودي شملت: قصفُ قاعدةِ الملك خالد في الرياضِ بأربعِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد٣، وقصفُ أهدافٍ عسكريةٍ في مطارِ الملك عبدالله الدولي بجدة، وقصفُ مصافي أرامكو جدة بأربعِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد٢، وقصفُ هدفٍ عسكريٍ مهمٍ بمطارِ أبها الدولي بطائرة صماد٣، وقصفُ أهدافٍ عسكريةٍ مختلفةٍ في مناطقَ أبها وجيزانَ ونجرانَ بخمسِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع قاصف 2K.

ومع كل عملية عسكرية تنفذها صنعاء في العمق السعودي، تجدد التأكيد أن هذه العمليات تأتي ردا على غارات التحالف، كما تجدد التأكيد أيضا أنها قادرة على تنفيذِ المزيدِ من العملياتِ الهجوميةِ، في إطار ما تسميه الدفاع المشروع عن الشعب اليمني

وتعد العملية المعلن عنها أمس، واحدة من أكبر العمليات التي نفذها سلاح الجو والطيران المسير التابع لقوات صنعاء في العمق السعودي، وذلك نظرا لاتساع رقعة الأهداف وتعددها، وهو الأمر الذي اعتبره محللون وخبراء عسكريون، مؤشرا على الإمكانيات التي أصبحت متوفرة لدى هذه القوات، بحيث صار بإمكانها ضرب أكبر عدد من الأهداف الحيوية والحساسة في آن واحد داخل المملكة.

ومنذ 17 أغسطُس 2019، تصاعدت الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء على أهداف عسكرية وحيوية داخل الأراضي السعودية، وهي ما أطلق عليها عملية توازن الردع الأولى، نفذتها 10 طائرات مسيَّـرة، واستهدفت (حقل ومصفاة الشيبة النفطيين) جنوب شرقي المملكة، تبعتها 14 سبتمبر 2019 عملية “توازن الردع الثانية”، والتي نفذت بـ 10 طائرات مسيَّـرة، واستهدفت (مصفاتَي نفط بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو) في أقصى شرق السعودية، لتتوالى بعدها العمليات، خلال فترات زمنية مختلفة، وصولا إلى العملية الأخيرة والتي تعد الثامنة.

ويكشف تواصل هذه العمليات بحسب الخبراء العسكريين عن التنامي المضطرد لقدرات قوات صنعاء التسليحية، وامتلاكها للخبرات والإمكانيات التطويرية العالية لهذه القدرات، وهو ما من شأنه أن يمثل تهديدا حقيقيا وخطيرا للسعودية، في حال استمرت الحرب.