المخطط الإماراتي يأخذ الأوضاع الأمنية في عدن إلى نقطة "اللاعودة"

YNP - إبراهيم القانص :
يبدو أن الأوضاع الأمنية في عدن تصل إلى نقطة اللاعودة، وفق المخطط الإماراتي الذي أراد أن ينهار الوضع الأمني في المدينة، وتحت غطاء الانسحاب الوهمي الذي أعلنته الإمارات أواخر عام 2019م،

لتكمل أدواتها حلقات مسلسل الرعب اليومي الذي يشاهده المواطنون صباحاً ومساءً، حتى فقدوا سكينة أرواحهم خائفين أن يفقد أحدهم حياته في غمضة عين، وحينها لن يجد أهله غريماً يوجهون إليه التهمة، فمن يقتل هو نفسه من يحكم، حسب قانون التحالف الذي حوّل المدينة إلى مستنقع للفوضى والقمع.

بداية هذا الأسبوع، وبالتزامن مع مناسبة اليوم العالمي للطفل، أقدمت أدوات أبوظبي وعلى متن مدرعة إماراتية ترافقها أربعة أطقم مدججة بالرعب، على اقتحام منزل أحد المواطنين في مدينة التقنية في عدن، وبعد اقتحام المنزل وبث الخوف في نفوس ساكنيه وجيرانه تم اختطاف أحد أطفال مالك المنزل، وتم اقتياده إلى سجن في معسكر تابع للقيادي صالح السيد الموالي للإمارات، وبطبيعة الحال لا يحق لأحد أن يعرف السبب ولا يجرؤ أحد على استنكار الإجراء أو الاعتراض عليه، فالجميع يعرف مصير من يجرؤ على ذلك، ولا تزال السجون السرية التي تديرها الإمارات تتسع للمزيد ممن ترتفع أصواتهم رافضةً للظلم أو مطالبةً بالحرية، أما عائلة الطفل المختطف أحمد مهيوب، فلم تملك سوى توجيه مناشدة للمنظمات والناشطين الحقوقيين، آملةً الوقوف معها لاستعادة طفلها المختطف في يومه العالمي المزعوم، ولا سبيل إلى تقديم شكوى للجهات المعنية بضبط الأمن فهي نفسها من تزعزع الأمن وتصادر السكينة والاستقرار.

في مساء السبت نفسه الذي اختطف فيه الطفل أحمد مهيوب، وبحماية القيادي الموالي للإمارات نفسه، صالح السيد، أقدم مسلحون تابعون لمدير بحث شرطة المدينة الخضراء على قتل مدير غرفة عمليات الإدارة المحلية، في حي البساتين بعدن، ورغم أن التسجيلات المرئية التي رصدتها كاميرات المراقبة أوضحت شخصيات المسلحين ونوعية السيارة التي كانوا يستقلونها ورقمها، إلا أن صاحب السيارة أبعد من أن تطاله يد العدالة أو القانون باعتباره واحداً ممن أوكلت إليهم مهمة تضييع العدالة والقفز على القوانين وهي كلها بيده ويد أمثاله ممن يطلق عليهم عبثاً وجزافاً رجال الأمن، وهم من وصفهم مدير أمن عدن، مطهر الشعيبي بـ"الإرهابيين واللصوص"، ودعا إلى سرعة تنظيف جهاز الأمن منهم وإزالتهم، وحرص التحالف منذ سيطرته على عدن أن يكون قوام الأجهزة الأمنية من الإرهابيين والمطلوبين للعدالة حتى يستمر الانهيار الأمني وتواصل المدينة غرقها في مستنقع الفوضى اليومية التي أصبحت المشهد السائد.