دوافع تصعيد التحالف في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

بعد اسابيع من التصعيد العسكري والاعلامي للتحالف ضد من يصفهم بـ"الحوثيين" بات الكثير من الموالين له يتساءلون عن نتائج هذا التصعيد والهدف منه ، اكان للضغط على صنعاء أم لتغير في الاستراتيجية العسكرية ؟

قبل ايام، اطلق التحالف عمليات عسكرية برية وجوية واسعة ضد مناطق "الحوثيين" رافقتها هالة اعلامية ضخمة للحديث عن اهداف التحالف ومتغيرات الخارطة الجديدة  والاهداف المرجو تحقيقها.. ورغم كثافة الغارات التي لم تستثني العاصمة صنعاء، والتحشيد على مختلف الجبهات، ناهيك عن التحليلات والتصعيد في حدة الخطاب الامريكي الذي وصل حد تبني هذا التصعيد،  الإ أن نتائجه  لم تلمس على ارض الواقع وقد قارب هذا التصعيد الشهر.

 فعلى صعيد الغارات الجوية لم يثبت التحالف  تحقيقه  لهدف ما حتى بالغارات التي استهدفت صنعاء وزعم من خلالها استهداف مواقع ومنشات وما إلى ذلك ليتبين في نهاية المطاف بان الغارات كانت تطال اهداف سبق للتحالف وأن دمرها مع انها مباني ومنشات لا اكثر.

  أما  في جانب التصعيد البري، فيكفي أن العملية التي اطلقتها فصائله في الساحل الغربي لليمن، لم تحقق اي انجاز مقارنة بالإنجاز الذي  حققته قوات صنعاء بعد اجبارها هذه الفصائل على الانسحاب من المديريات الجنوبية للحديدة او ما تسميه هذه الفصائل بـ"اعادة التموضع" ولم تجد هذه الفصائل ما تسد به هزيمتها سوى تسويق اخبار عن السيطرة على تبة او قرية مع أن المواطنين في تلك المناطق لم يجدوا لها اثر بعد.

عموما،  هذه التحركات أو ما تحاول السعودية توصيفها بإعادة التموضع وتقييم حربها على اليمن، هي في الحقيقة انعكاس طبيعي لهزائم 7 سنوات، وفشل في ادارة الوضع، وتأكيدا اخر على عجز التحالف في تغيير خارطة الحرب التي اصبحت موازينها ترجح كفة "الحوثيين"، وهي في الحقيقة كانت ذات طابع للضغط على صنعاء للدخول في مفاوضات سبق لها وأن حددت سقفها وتصر عليها خصوصا اذا ما تم النظر للأمر من زاوية الحراك التصعيد الامريكي والحراك الاوروبي، اضافة إلى محاولة التحالف اعادة تجديد "شرعيته" التي اكلها الزمن واستنزفت خلال السنوات الماضية اخلاقيا وعسكريا واقتصاديا،  لكن في كلا الحالتين لا يبدو بان التحالف قد حقق ايا من اهدافه حتى على مستوى الفصائل الموالية له ممن تقرع حاليا طبول الحرب في شبوة وتعز وتخوض صراعات على اكثر من جبهة وهذا وحده كفيل بقراءة مستقبل التصعيد   الذي يحاول التحالف تصويره وانه لا يخرج عن استراتيجية التحالف التي بدأها في مارس من العام 2015 واغرقته في مستنقع الحرب.