ما وراء تصدير محسن للواجهة ؟ – تقرير

خاص – YNP ..

يعود علي محسن، نائب رئيس سلطة "الشرعية"، إلى واجهة الاحداث في اليمن، بعد سنوات من الاحتجاز القسري في احد فنادق الرياض، فهل عودته تم بضوء سعودي أم وفق اجندة قطرية، وما امكانياته في استعادة نفوذه ؟

محسن الذي اقتصر حضوره على تغريدات في صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، ظهر اخيرا في زيارته لقطر، بعد اشهر من غموض مصيره كهادي، غير أن الزيارة  التي تعد الاولى من نوعها منذ  الازمة الخليجية، تحمل في طياتها الكثير ، خصوصا وأنها تأتي بموازاة حراك سعودي لتمكينه داخل "الشرعية"  فما ابعاد الزيارة؟

فعليا، ما كان لمحسن التحرك بدون ضوء سعودي، وقد استبق زيارته لقطر بتعيين سفير محسوب عليه هناك بعد اعوام من القطيعة، وهذا مؤشر على أن السعودية التي تواجه ضغوط اماراتية لتسليم رقبتها لاتباع ابوظبي في اليمن تحاول انعاش الصراع الاماراتي – القطري  للحفاظ على  توازن يبقي نفوذها في هذا البلد الذي تعده  عمق امنها القومي وتعاني من تراجع كبير للنفوذ فيه بعد ان ظلت لعقود تحكمه باللجنة الخاصة..

زيارة محسن إلى قطر بالتزامن مع تقارب الامارات مع تركيا وايران ، مؤشر على عودة الخلافات بين الحليفتين، خصوصا اذا ما اخذ في الاعتبار  توجيه محسن بتشكيل لواء جديد في الساحل الغربي لتعز  على غرر محور طور الباحة  بهدف مواجهة مساعي الامارات للسيطرة على المناطق المطلة على باب المندب بعد أن كانت السعودية منحت ابوظبي ضوء للتوغل هناك عبر الضغط على الاصلاح لتوقيع اتفاق مع طارق ، ناهيك عن حراك محسن  في شبوة لقطع الطريق على طارق صالح والانتقالي للسيطرة على اهم مناطق النفط والغاز وجميعها قد تعيد الصراع بين ابوظبي والدوحة إلى بدايته خصوصا في ظل طموح هاتان الدولتان للسيطرة على تلك المقدرات  اليمنية..

عموما تبدو خيارات  قطر ضئيلة في اعادة محسن إلى صدارة المشهد، وقد استنزفت قواته على مدى السنوات الماضية،  لكن الخيار الاقرب قد يتمثل بإبرام اتفاقيات من تحت الطاولة مع "الحوثيين"  تمنح الحركة بموجبها مساحة لمحسن بالمناورة بغية اقناع السعوديين  بأنه بديل جيد لعائلة صالح والانتقالي ،  وقد يتثمل ذلك باتفاق مأرب مقابل شبوة ، خصوصا إذا ما اخذ في الاعتبار  اعلان مسؤولين في صنعاء  قرب دخول المدينة  وعن وضع الامارات على قائمة الاهداف العسكرية بالتزامن مع انباء على اتفاق بين قوات محسن وصنعاء في حجة وكذلك وصول ابرز رجال علي محسن في البيضاء إلى صنعاء على راس قوة كبيرة ،  إلى جانب تقارب الطرفين بشأن مساعي اسقاط سلطة بن عديو  في شبوة ، وجميعها مؤشرات على أن قطر تحاول انقاذ  نفوذها في اليمن  الذي يواجه مقصلة اماراتية وبضوء سعودي ، لكن جميع هذه التحركات سواء الاماراتية أو القطرية تعكس حقيقة واحدة هي أن السعودية التي حاولت قبل شن الحرب والحصار على اليمن  تصوير نفسها كقوة عظمى باتت تحاول استجدى " اصغر القوى  في المنطقة واقلها قيمة  على الرغم من ادراكها بان هذه القوى الصغيرة ما كانت  لتوجد  لولا  تقربها لـ"الحوثيين".