صنعاء تستقبل الوفود القبلية .. ما انعكاسات ذلك ميدانياً ؟

YNP -  عبدالله محيي الدين :

وفود قبلية من محافظتي مارب والبيضاء، تستقبلها صنعاء بين يوم وآخر، ولا سيما من المديريات التي تمكنت قوات صنعاء من السيطرة عليها خلال الأشهر الماضية، وهو ما اعتبر مؤشرا على تأييد قبلي جديد اكتسبته صنعاء، في تلك المحافظات التي ظلت لسنوات تحت سيطرة الأطراف الموالية للتحالف، ولا سيما حزب الإصلاح، والتنظيمات المتطرفة المرتبطة به كالقاعدة وداعش.

التوافد القبلي إلى صنعاء، يترافق مع الدعوات التي تطلقها صنعاء لأبناء المناطق التي تسيطر عليها الأطراف الموالية للتحالف، إلى ما أسمته العودة إلى الصف الوطني، ورسائل التطمين، وكذا التحركات المبذولة لتطبيع الأوضاع في المناطق التي سيطرت عليها قوات صنعاء، وتأمين هذه المناطق، والإشراف على عودة أبنائها إلى بيوتهم وممتلكاتهم، وضمان استتباب الأمن في تلك المناطق، وتطبيع الأوضاع الاقتصادية، وإدخال المساعدات للتخفيف من الأعباء المعيشية عن السكان.

وفي صنعاء تستقبل السلطات الوفود القبلية، استقبالا رسميا، وتقيم لقاءات شعبية بين المكونات القبلية، كما تقدم صنعاء المبادرات التي تتضمن إطلاق سراح الأسرى من أبناء هذه القبائل، في خطوة من شأنها كسب ثقة هذا القبائل التي وجدت الفرق بين تعامل صنعاء معها وبين تعامل الأطراف الموالية للتحالف، التي كانت قد شددت القبضة الأمنية على المواطنين، وحدت من تحركاتهم، وعرقلت أنشطتهم وأغلقت الطرقات في وجوههم، وارتكبت الكثير من الممارسات في حقهم، فضلا عن جرائم التنظيمات الإرهابية في عدد من المناطق وخاصة في محافظة البيضاء، التي كانت عناصر القاعدة وداعش تسيطر على عدد من مديرياتها.

وبقدر ما يحمله التوجه القبلي من المحافظات والمناطق الت ظلت لسنوات ضمن نطاق سيطرة القوات التابعة لحكومة هادي وحزب الإصلاح، نحو صنعاء من دلالة على نجاح الأخيرة في اجتذاب هذه القبائل إلى صفها، فإنه يدل على انكشاف التحالف والطراف الموالية له، والذين فشلوا في التعاطي مع القبائل في هذه المناطق، وارتكبوا الكثير من الممارسات القمعية في حقها، وهو ما جعل دحرها على أيدي قوات صنعاء بمثابة طوق نجاة لهذه القبائل.

الموقف الرافض والمناهض لسيطرة التحالف والأطراف المرتبطة به، والذي تعبر عنه الوفود القبلية المتقاطرة إلى صنعاء، هو الآخر يحمل الكثير من الدلالات على اصطفاف هذه القبائل إلى جانب صنعاء، وهو ما يعزز من موقف الأخيرة في تلك المناطق، والتي تعد محطة وقاعدة للانطلاق نحو ما بعدها من المناطق.

تضارب الأجندات لأطراف التحالف تبعا للولاءات، وعدم قبولها بأي موقف مخالف لتلك الأجندات الخارجية، مثل هو الآخر دافعا للقبائل اليمنية للتوجه إلى صنعاء، سيما بعد ما نالهم من قمع على أيدي الأطراف الموالية للتحالف، وكذا التنظيمات الإرهابية، في ظل غياب الدولة والسيطرة المطلقة لتلك الأطراف التي لا تعترف بأي حق للمواطن ما لم يكن في صفها.

ومن شأن التأييد القبلي الذي ظفرت به صنعاء، أن يمثل- بحسب مراقبين- عامل قوة إضافي، في معركتها، وهو ما سيعجل من الانهيارات في صفوف القوات التابعة لحكومة هادي والتحالف في عدد من الجبهات.