السعودية تبدأ حربا على رموز التشدد الوهابي

إبراهيم محمد عبدالرحمن :

في سياق محاولات السعودية تجميل صورتها أمام الرأي العام العالمي التي انطبعت في أذهان الجميع كدولة متطرفة وداعمة رئيسية للتنظيمات الإرهابية المتشددة؛ تواصل المملكة تفكيك جماعاتها الدينية مستخدمة رجال الدين أنفسهم الذين كانوا رموزاً للتشدد الوهابي طيلة عقود مضت،

لكن السعودية وإن حاولت بشتى الطرق تغيير الصورة النمطية المشوهة التي طالما اتسمت بها إلا أنها لا تزال الداعم الرئيس للإرهاب والتنظيمات المتطرفة، ولا تزال أموالها تدعم الحركات المتمردة والجماعات المتشددة في دول عربية وأجنبية كثيرة، أبرزها اليمن التي تقود المملكة ضدها حرباً على رأس تحالف إقليمي ودولي منذ أكثر من ست سنوات، معتمدةً بشكل أساسي على مقاتلي داعش والقاعدة فيما يخص المواجهات على الأرض مع قوات صنعاء، حيث تغطي مقاتليها بغارات جوية مكثفة في مختلف الجبهات، وتنفق عليهم أموالاً طائلة وتمدهم بأحدث أنواع الأسلحة التي تجلبها من كل الدول المصنعة بمليارات الدولارات بما فيها من أسلحة محرمة دولياً.

 

وبعد أن ألغت السلطات السعودية ما كان يعرف بهيئة الأمر بالمعروف، والتي كانت أكبر المكونات الدينية في المملكة وأكثرها تأثيراً، واستبدلتها بما يعرف الآن بهيئة الترفيه؛ ها هي تهاجم جماعة دينية أخرى تسمى جماعة الدعوة والتبليغ، وهي جماعة يقتصر نشاطها على تذكير الناس بالواجبات الدينية ولا شأن لها بالسياسة ولا تقحم نفسها في الترويج لقيادات النظام السعودي على منابر المساجد كما كانت تفعل الجماعات الأخرى الموالية للنظام، مثل الإخوان والسروريين الذين كانوا يجمعون بين أدبيات الوهابيين والإخوان، والتي تحول رموزها إلى مفتين لليوان الملكي حسب ما تقتضيه مصالحهم السياسية.

  

السلطات السعودية وجهت خطباء المساجد بأن تحذر المواطنين من جماعة الدعوة، بالخطوات نفسها التي بدأت بها تفكيك الجماعات الأخرى، وقد بدأ المفتي العام للسعودية، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مهاجمة تلك الجماعة محرِّماً المشاركة معهم واصفاً إياهم بـ "الوثنيين"، جاء ذلك في بيان نشرته الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية على منصة تويتر، وكان وزير الشؤون الإسلامية في السعودية، عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، اتهم أيضاً جماعة الدعوة والتبليغ بالضلال والانحراف، خلال توجيهه خطباء المساجد بتخصيص خطبة الجمعة للتحذير من الجماعة وتبيين خطورتها من منظور سياسة وتوجهات حكومته.

 

في المقابل، اعتبر قادة جماعة التبليغ والدعوة قرار السلطات السعودية وهجومهم على الجماعة مؤامرةً غربيةً هدفها تشويه سمعة جماعتهم، وأيضاً تعطيل انتماء السعودية إلى الأمة الإسلامية، حسب تعبيرهم، معبرين عن غضبهم الشديد من وصف السلطات السعودية جماعتهم بأنها إحدى بوابات الإرهاب، فيما أشار المتحدث باسم جماعة التبليغ والدعوة، سمر الدين قاسمي، إلى أن جماعته طالما وقفت ضد الإرهاب العالمي، مؤكداً أن أحداً من رجالهم لم يتورط أبداً في أي نشاط إرهابي.

  • عرب جورنال