هل تنجح المبادرة الروسية بوقف الحرب في اليمن؟

YNP -  متابعات :

كتب الصحفي جيمس م. دورسي في موقع تايمز أوف إسرائيل، إن روسيا تأمل في بث روح جديدة في مقترح لبنية أمنية متعددة الأطراف في الخليج، بموافقة ضمنية من إدارة “جو بايدن”.

وأضاف أن هذه المبادرة ستساعد في حال نجاحها في استقرار المنطقة، وتعزيز الجهود الإقليمية للحد من التوترات، وقد تمنع اليمن الذي مزقته الحرب من أن تكون مثل أفغانستان على الحدود الجنوبية السعودية، وخليج عدن، وعند مصب البحر الأحمر.

وبحسب مجلة نيوزويك، يقوم فيتالي نومكين، الذي يُعتقد أنه مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والباحث البارز والمستشار الأكاديمي لوزارتي الخارجية والعدل، ورئيس معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم بسبر أغوار هذا الأمر. إذ دعا المسؤولين والعلماء والصحفيين السابقين من دول الشرق الأوسط إلى اجتماع مغلق في موسكو؛ لمناقشة النزاعات والصراعات المتعددة في المنطقة، وسبل منعها من الخروج عن السيطرة.

يبدو أن روسيا قد حددت توقيتًا زمنيًّا لإحياء اقتراحها لبدء إنشاء إطار عمل للتعامل مع الحوثيين، الذين تغلبوا فيما يبدو، على السعودية بحرب اليمن، فالأخيرون على وشك السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، ما يمهد الطريق لسيطرتهم على محافظة شبوة المجاورة، وبالتالي السيطرة على شمال اليمن بأكمله.

قد يعزز التقدم العسكري بشكل كبير الموقف التفاوضي للحوثيين في محادثات إنهاء الحرب. كما أنها تثير شبح تقسيم اليمن إلى شمال يسيطر عليه الحوثيون، وجنوب مرهون للسعودية والإمارات.

قد يتشابه شمال اليمن مع أفغانستان؛ حيث سيحكمه جماعة إسلامية قومية تترأس واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتكافح من أجل الحصول على اعتراف دولي، واستعادة الخدمات العامة، وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الذي مزقته الحرب بينما يعمل فرع القاعدة في الجنوب.

كما يبدو أن هدف المبادرة الروسية هو الاستفادة من جهود المنافسين في الشرق الأوسط، السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران؛ لتقليل التوترات الإقليمية، والسيطرة على خلافاتهم، وضمان عدم خروجها عن السيطرة. تستغل موسكو ما يصفه البعض بالمحادثات المتوقفة مؤقتًا، أو المحادثات التي انتهت إلى طريق مسدود بين السعودية وإيران بوساطة العراق.

اقترح نومكين أن المبادرة الروسية توفر فرصة لاستثناء الشرق الأوسط من منطقة التعاون، وكذلك التنافس مع الولايات المتحدة على عكس جنوب شرق أوروبا وأوكرانيا، حيث يتصاعد التوتر الأمريكي الروسي. وقال لدى روسيا والولايات المتحدة “تهديد واحد مشترك في الشرق الأوسط، وهو التهديد بالحرب، ولا تهتم الولايات المتحدة أو روسيا بخوض هذه الحرب”.

لم يستبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس هذا التعاون، وقال: “نظل على استعداد للتعاون مع روسيا في المجالات التي يكون للجانبين فيها مصالح مشتركة بينما نعارض السياسات الروسية التي تتعارض مع المصالح الأمريكية”.

يدعو الاقتراح الروسي إلى دمج مظلة الدفاع الأمريكية في الخليج في هيكل أمني جماعي يشمل روسيا، والصين، وأوروبا، والهند إلى جانب الولايات المتحدة. سيتضمن الهيكل إيران ولن يستبعدها، وينبغي أن يمتد إلى إسرائيل وتركيا. إن مساعي الإمارات لإعادة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الساحة العربية، إن لم يكن لحظيرة المجتمع الدولي، وإن لم تكن مدفوعة بالمبادرة الروسية، من شأنها أن تسهل ذلك إذا تساوت كل الأمور الأخرى.

ترى روسيا أن الهيكلة تتيح إنشاء “تحالف لمكافحة الإرهاب (من) جميع الأطراف المعنية” يكون المحرك لحل النزاعات في جميع أنحاء المنطقة، وتعزيز الضمانات الأمنية المشتركة. كما ستشمل الخطة إزالة “الانتشار الدائم لقوات دول من خارج المنطقة في أراضي دول الخليج”، في إشارة إلى القوات والقواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية في مختلف دول الخليج، وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. وهو يدعو إلى نظام أمني “عالمي وشامل” يأخذ في الاعتبار “مصالح جميع الأطراف الإقليمية وغيرها من الأطراف المعنية، في جميع مجالات الأمن، بما في ذلك أبعادها العسكرية والاقتصادية والمتعلقة بالطاقة.”

في قراءة نومكين، فإن المنافسين في الشرق الأوسط “ضاقوا ذرعًا مما يحدث”، و “خائفون من حرب محتملة”. والمفاوضات هي الخيار الوحيد المتبقي لهم. يبدو أن هذا يدفع رجالًا مثل ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، ونظيره السعودي محمد بن سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والزعيم الإيراني إبراهيم رئيسي، للتواصل مع بعضهم في موجة من النشاط في الآونة الأخيرة.

وفي المقابل، حذرت مجلة The Economistمن أن “هذه محادثات بين مستبدين حريصين على حماية قبضتهم على السلطة وتعزيز اقتصاداتهم”.