باعوم الذي عاد قبل اكثر من شهر من العاصمة العمانية وكان في طريقه إلى المكلا لقيادة حراك جديد في إطار السباق داخل الفصائل الموالية للتحالف للاستحواذ على حضرموت كورقة رابحة في لعبة الصراع على الموارد، منع من الدخول بذريعة قيادته مخطط "قطري – عماني" كما وصفته صحيفة العرب الممولة اماراتيا في تقرير نشرته مؤخرا، ورغم ما يعانيه الكهل من امراض مزمنة القته خارج لعبة الصراع في الجنوب خلال سنوات الحرب الماضية، الا أنه صر على العودة لإنقاذ الحراك الذي تتجاذبه اطراف اقليمية ومحلية ونشأت على انقاضه كيانات وقوى جديدة.
وبغض النظر عن قدرة باعوم، الذي يحضا بشعبية قبلية وتربطه علاقات اجتماعية واسعة في هذه المحافظة التي تشكل مسقط راسه، في تغيير خارطة القوى على الارض، أو الهدف من تحركه في هذا التوقيت رغم معارضته للتحالف الذي تقوده السعودية في حربها الدامية على اليمن منذ 7 سنوات، يرى مراقبون بان سماح هادي لدخوله المكلا هو لهدف يقضي بردم فجوة الالتفاف الشعبي والقبلي حول المجلس الانتقالي في اهم محافظة نفطية في ظل غياب القيادة وتدثر اخرى بأجندة اقليمية ومصلحية بعيدا عن مطالب الاهالي الذين فتك بهم الجوع وغلاء المعيشة وتدهور العملة ونهب الموارد النفطية.
مع أن الحراك وعلى لسان اكثر من مسؤول اعلن رفضة للتصعيد الذي يقوده الانتقالي في صفوف بعض قبائل حضرموت، ووصفه بالأجندة المشبوهة ، قبل السماح بدخول باعوم، لكن لم تتضح ما هي خطوات الحراك الجنوبي لمواجهة ابتلاع الانتقالي الذي يستعد السبت لفعالية كبرى في المكلا للمطالبة بتغيير المحافظ البحسني ، وهو ما يشير إلى أن "الشرعية" التي فشلت في انهاء التصعيد رغم حجم ما ضخته من ملايين على يد احمد عبيد بن دغر أو عبر المحافظ البحسني ذاته وحتى عمرو بن حبريش وكيل المحافظة الاول ، تعول على تغيير الحراك للواقع هناك في ظل اجماع شعبي على ضرورة رحيلها.