تصعيد التحالف وصفقة السلاح السعودية الأمريكية الجديدة

YNP -  طلال الشرعبي :

على وقع الانتصارات المستمرة التي تسطرها قوات صنعاء في مختلف جبهات المواجهة على مستوى الداخل اليمني والتي كان آخرها عملية " فجر الصحراء في محافظة الجوف " وكذا استمرار أسطول صواريخها ومسيراتها في توجيه ضرباتها المؤلمة والموجعة داخل العمق السعودي .. كثفت دول التحالف بقيادة المملكة السعودية مؤخراً عمليات إعادة استهدافه وقصفه للمقصوف في العاصمة صنعاء مستخدما أسلحة أمريكية جديدة تضمنتها أول صفقة سلاح أمريكية سعودية في عهد الأمريكي بايدن بقيمة 650 مليون دولار.

خلال الأيام القليلة الماضية تعرضت صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى أبرزها مارب وصعدة والمحويت لعمليات قصف جوي هستيري نفذتها طائرات التحالف وبالنظر إلى طبيعة المواقع التي تم استهدافها وهي مواقع تم استهدافها بالقصف أكثر من مرة خلال المراحل السابقة للعدوان وكذا النظر إلى نوعية السلاح المستخدم في استهدافها مؤخرا وما ترتب عن عمليات الاستهداف الجديدة من أضرار تدميرية بالمنشآت والأعيان المدنية والبنى التحتية وترويع وقتل للمدنيين الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء .. تجلت للجميع حقيقة الهزيمة النكراء التي مني بها التحالف وفشله الذريع في تحقيق أهدافه وفشل منظومات دفاعه في التصدي لأسطول المسيرات اليمنية وعجزه عن وضع حد لمسلسل الانتصارات المتوالية التي حققتها ولا تزال تحققها صنعاء بمختلف صنوف قواتها المسلحة البرية والبحرية والجوية ؛ الأمر الذي جعل دول التحالف تلجأ إلى استخدام سلاح جديد ومتطور حصلت عليه المملكة بموجب صفقة جديدة كانت قد أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية مطلع شهر نوفمبر من العام الجاري حيث كانت شبكة ال (CNN) الأمريكية قد أكدت إبلاغ إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الكونغرس، بصفقة بيع أسلحة جديدة للمملكة السعودية بقيمة 650 مليون دولار.

الصفقة التي كانت قد سبقتها صفقة سلاح أولى بمبلغ 500 مليون دولار تعتبر صفقة بيع السلاح الأمريكي الثانية في عهد بايدن وضمت 280 صاروخا متطورا متوسط المدى "جو- جو" وفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الذي أكد حد وصفه إن الهدف منها هو تجديد المخزون الحالي لمملكة السعودية "تماشياً مع ما أسماه التزام الرئيس الأمريكي بدعم الدفاع الإقليمي عن السعودية".

أثبتت عمليات قصف التحالف الأخيرة لأهداف تم قصفها سابقا في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات أنها لم تكن صفقة صواريخ منظومات دفاع جوي وإنما صفقة سلاح نوعي جديد ومتطور حصلت عليه المملكة بعد تحركات سياسية وعسكرية مكثفة لها كان على رأسها ما سمي " قمة البيئة الموازية" التي دعت إليها الرياض، في شهر أكتوبر الماضي، وإطلاقها مبادرتين بيئيتين: "الشرق الأوسط الأخضر"، و"السعودية الخضراء".

إضافة إلى تقاربها الكبير مع الكيان الصهيوني الذي وصل في الآونة الأخيرة إلى مرحلة ما قبل الخروج رسمياً للعلن، لا سيما بعد أن بلغ حد فتح مجالهما الجوي، وهبوط أول طائرة إسرائيلية على الأراضي السعودية.

في المقابل رأى مراقبون في التحركات السعودية الأخيرة، خصوصاً زيارات مسؤوليها العسكريين لعدد من الدول بما فيها روسيا ، وكذا التقارب بين الرياض وتل أبيب واستمالة بايدن بـ"القمة الخضراء"، لعبة شدّ وجذب بين المملكة والإدارة الأمريكية انتهت إلى اتفاق حول صفقة السلاح الأخيرة.

وردا على إعلان وزارة الدفاع الأمريكية في ال 5 من نوفمبر ، أنّ وزارة الخارجية الأمريكية أقرت صفقة بيع 280 صاروخاً جو-جو طراز "AIM-120S" للسعودية

كان عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء محمد علي الحوثي قد علق عبر تغريدة له في "تويتر" قائلاً : "صفقة السلاح الأمريكية الجديدة إن أقرت فهي تناقض فاضح بين التزام بايدن بالسلام في اليمن ودعم العدوان ، ودليل أن لا جدية ولا مصداقية لدى بايدن وإدارته في إيقاف عدوانها مع حلفائها على اليمن"وأضاف أن "صفقة السلاح تعني الاستمرار في تجويع الشعب اليمني والإجرام بحقه".

وهو ما تأكد بالفعل بعد مرور أقل من شهر على إعلان وزارة الدفاع الأمريكية إقرار بيع صفقة السلاح الأمريكي للمملكة السعودية وتجلى بوضوح في كثافة الغارات الجوية والقصف العشوائي والجنوني والهستيري الذي استهدف أعيان مدنية في صنعاء ومحافظات أخرى ولم تسلم من ذلك القصف حتى جسور السير والمساجد إضافة إلى ما خلفته تلك الغارات من قتل للأبرياء وأضرار كبيرة لحقت منازل السكان نتيجة لاستخدم تلك الأسلحة الجديدة شديدة الانفجار وذات القوة التدميرية الكبيرة .

ثم في تمكن قوات بحرية صنعاء من ضبط سفينة إماراتية في عرض البحر بعد اختراقها المياه الإقليمية اليمنية دون ترخيص واقتيادها إلى ميناء الحديدة ، ونشر صُورًا وفيديوهات للسّفينة داخِل الميناء بعد السّيطرة عليها، أظهرت وجود دبّابات ومدرّعات وأسلحة أخرى أمريكية الصنع على متنها.