بالنسبة للتحالف أو بالأحرى الإمارات، التي تقود دفة القيادة، فإن المعركة في شبوة التي حاولت التمويه عليها بغارات مكثفة على مديريات الغرب بغية تحقيق انتصار اعلامي، كانت المعركة الحقيقة في عتق ، المركز الاداري ومحيطها ، وقد نجحت بالفعل من نشر فصائلها على عزان ومرخة ونصاب وجردان مقلصة بذلك الانتشار العسكري لفصائل الاصلاح، وتستعد حاليا للانقضاض على ما تبقى للإصلاح من قيادات بتغييرات قد تشمل مدير الأمن وقائد المحور وقائد قوات الأمن الخاصة وبما يسمح لقيادات موالية لها في جناح مؤتمر صالح الذي يستحوذ على المحافظة النفطية بعد قرار تعيين ابن الوزير محافظا لشبوة ، للسيطرة على كافة مفاصل المحافظة النفطية.
وعلى غرر شبوة التي شهدت مخاض منذ العام 2019، بدأت الامارات تكرار السيناريو ذاته في حضرموت، حيث تحشد عسكريا الأن وقد بلغ التصعيد من قبل القوى الموالية لها ذروته ، وهو ما يشير إلى أن حضرموت التي سبق للإمارات منذ اشهر وان اغرقتها بالتحشيدات العسكرية وجهتها القادمة..
يليها في ذلك المهرة ، التي تشهد هي الأخرى تحركات للفصائل الموالية للإمارات..
فعليا هذه التحركات ليست بجديدة وقد كشفها معين عبدالملك، رئيس حكومة هادي، الذي انهى الاسبوع الماضي زيارته لأبوظبي عقد خلالها لقاءات مع محمد بن زايد ولي عهد الامارات .. معين وخلال لقاء مع قناة سكاي نيوز الاماراتية قال بوضوح بان الوجهة القادمة بعد شبوة هي المحافظات الشرقية وهو بذلك يشير صراحة إلى حضرموت والمهرة.. كما أن قيادات بارزة في الاصلاح اعترفت بوجود نوايا لاستهدافها في تلك المناطق التي تعد اخر ملاذها جنوب اليمن..
قد يبرر التحالف الذي يخوض حربا داخل "الشرعية" خطواته في الهلال النفطي بأنها ضمن اتفاق الرياض تارة واخرى ضمن اصلاحات حكومة هادي للحفاظ على استقرار العمالة التي ترفض السعودية والامارات انقاذها ولو بوديعة جديدة، لكن المؤشرات على الارض تؤكد بان العملية ضمن هدف استراتيجي تسعى من خلاله الامارات ومن خلفها بريطانيا والولايات المتحدة لإعادة رسم مستقبل اليمن بتقسيمه وبما يبقي مناطق الهلال النفطي والموقع الاستراتيجي جنوب وغرب البلاد تحت الوصاية الدولية.. التحالف الذي غذى الفساد في صفوف القوى الموالية له على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، بموازاة تدمير البنية الاقتصادية لليمن بما فيها العملة، لا يسعى لتحسين الوضع وأن حاول تخدير الشارع الغاضب في مناطق انتشاره بتلاعب بالعملة والاسعار، بل يهدف لإرهاق المجتمع اليمني بكافة مناطقه وشرائحه بالمجاعة والفقر وبما يسمح له مستقبلا بالتحكم بمقدرات البلد وتسيير سياسته وفقا لأجندة اقليمية ودولية.
مع أن التحالف يدفع بالفصائل الجنوبية لمعارك استنزاف شرقا وجنوبا، لم تتضح بعد هوية الجهة التي يسعى التحالف لتمكينها في هذه المنطقة مع أن المعطيات الاولية في ظل الحراك في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن نجل صالح تشير إلى توجه لإعادة صالح إلى الواجهة من جديد، وهو امر بات يقلق الكثيرين ولس الاصلاح وحده الذي يخوض حرب ضد تيار صالح في المؤتمر او حتى هادي بل ايضا حتى الانتقالي الذي ضحى بخيرات شباب الجنوب وبات يخشى الخروج من "المولد بلا حمص" أو بالأحرى بثمن دولة في منطقة تكتظ بالسكان وتفتقر للموارد جنوب اليمن..