سعوديون يؤيدون هجمات صنعاء وينصحون الإمارات

YNP - إبراهيم القانص :
الموقف العالمي من حرب التحالف على اليمن، لا يزال مصبوغاً بنفاق لا حدود له، وتراجع مقلق في منسوب الأخلاق مقابل بريق المال الذي أدى إلى موت الضمائر وانحسار القيم،

والدولتان اللتان تقودان حرب التحالف على اليمن- الإمارات والسعودية- حرصتا منذ بداية حربهما العسكرية والاقتصادية على أن تكونا في موقف العمل الإنساني والواجب تجاه اليمنيين، من خلال عناوين عريضة تحمل شعارات الإنقاذ والإغاثة وإعادة الدولة الشرعية، حسب زعمهما، إلى درجة أن كل أعمالهما الإجرامية بحق المدنيين والبنى التحتية في اليمن تقابل بردود فعل مؤيدة، من غالبية الفعاليات الدولية المؤثرة، وهما بما ترتديانه من أقنعة الإنسانية وواجبات الجوار أشبه بمغتصبي الأطفال، حيث يقول خبراء علم النفس السلوكي إن مغتصبي الأطفال يحرصون على أن تكون سلوكياتهم أمام جيرانهم ومحيطهم المجتمعي راقية جداً وفي منتهى الطيبة، إلى درجة أن يوصف أحدهم بأنه من اللطف لا يمكنه أن يؤذي ذبابة، ومن عادة تلك الفئة فعلاً أنهم يبدون لطفاء، لأن جريمتهم تتطلب ذلك الغطاء التضليلي لكبر فداحتها، لكن ذلك الذي لا يمكنه أن يؤذي حشرة ناقلة للأمراض يدمر حياة أطفال أبرياء بكل سرور، لأجل إرضاء نزعته المنحرفة الإجرامية، متوهماً أن سلوكه اللطيف أمام المجتمع سيظل يغطي فداحة جرمه.

الكثير من الفعاليات العالمية أطلقت العنان لتنديداتها بوحشية قوات صنعاء في إقدامها على قصف منشآت صناعية إماراتية في أبوظبي، وكالعادة تصاب بالخرس والعمى مقابل دماء اليمنيين التي تسفكها طائرات التحالف بقنابلها وصواريخها المحرمة دولياً، والتي كان آخرها قصف منازل آهلة في الحي الليبي بالعاصمة صنعاء، راح ضحيته أكثر من خمسة وعشرين ما بين قتيل وجريح، بينهم أطفال ونساء، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض، لكن هناك أيضاً أحرار منصفون لهم مواقف إيجابية مناهضة لجرائم التحالف بحق اليمنيين، منهم الناشط السعودي شافي العجيل، الذي قال إن من الحكمة أن تبتعد الإمارات عن الساحة اليمنية، وأن لا تواصل الحرب هناك، مشيراً في تغريدات على تويتر إلى أن الإمارات لا تتحمل حرب أسبوع من صواريخ وطائرات مسيّرة، واصفاً عودتها إلى واجهة الحرب في اليمن بشكل علني بأنه خطأ كارثي وتاريخي، مؤكداً أن من الصعب خروجها إذا أدخلت رأسها في حرب، حسب تعبيره.
 
وأبدى الناشط السعودي إعجابه واحترامه لحكومة صنعاء، حيث قال: "علينا أن نرفع القبعة والعقال لحكومة صنعاء، وذلك استحقاقاً لحرب 8 سنوات تتصدر ساحات الحرب كقوة محاربة جبارة، هذه الحنكة السياسية طيلة تقلبات وأوضاع الحرب، لم تعد اليمن الحديقة الخلفية للتنزه بل محمية وقلعة الصمود والأسود، اليمن سوف تخرج من تلك الحرب بأجمل صورة"، مستنكراً غارات الطائرات السعودية والإمارات على العاصمة صنعاء، متسائلاً: هل يوجد بناء أو قاعدة عسكرية لم تُدمَّر أو يتم قصفها، موضحاً أنه لم يبقَ سوى المواطنين من كبار السن والأطفال والنساء، وأن ذلك لا يمثل الحل مؤكداً أن اليمنيين سوف يردون على تلك الجرائم.