ابتزاز الولايات المتحدة للإمارات بعد عمليتي إعصار اليمن

YNP - نقلا عن عرب جورنال :
قبل أسابيع قليلة من التصعيد العسكري في اليمن لاسيما بعد نقل المليشيات السلفية ( العمالقة ) من الساحل الغربي إلى محافظة شبوة، وتسليم هذه القوات أهم المناطق فيها، وإزاحة المليشيات التابعة لحزب الإصلاح عن المشهد بعد أن تبين للسعودية أنها فقدت الثقة بهم، وخصوصا بعد تحرير البيضاء وثلاث مديريات في شبوة بيد قوات صنعاء.

وعلى وقع هذه الهزائم ارتفعت وتيرة الخلافات بين فرقاء ما تسمى الشرعية، وأخذ كل طرف يلقي باللوم على الطرف الآخر وأدى ذلك المواجهات والاشتباكات المسلحة بينهما. إذ أن التحول في طبيعة المعركة وانتقالها إلى العمق الاستراتيجي في شبوة لصالح قوات صنعاء هو ما قصم ظهر التحالف والمليشيات التابعة له بعد السيطرة على محافظة البيضاء وثلاث مديريات في شبوة، وأجزاء كبيرة من مأرب كل ذلك شكل النهايات الأخيرة لتواجد مليشيات التحالف في مأرب، كما شكل تهديدا للتواجد الإماراتي السعودي في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت احتلال التحالف.

تحريك المليشيات إلى شبوة
دفعت الولايات المتحدة بالإمارات إلى تحريك مليشياتها العقائدية إلى واجهة الأحداث بعد أن فقدت الثقة بالمليشيات التابعة لحزب الإصلاح الذي يتصارع مع خصمه الانتقالي على مناطق النفط والغاز والنفوذ، وأراد التحالف من خلال معارك شبوة تحقيق انتصار على الأرض تحت تغطية جوية وإسناد إماراتي مكثف في الغارات الجوية، ومحاولة التقدم في مناطق( بيحان، عسيلان، العين) وتزامن ذلك مع تسويق تحالف العدوان خطة الحل العسكري أي البحث عن طريق المسار الدبلوماسي لإيجاد مخرج من مستنقع الحرب، وقد أخذت المواجهات أبعادا أخرى في تكبيد مليشيات الإمارات الخسائر الكبيرة وانسحابها من المناطق التي حاولت اختراقها مع بداية هذه المعارك. كان الحديث في وسائل إعلام الإمارات والسعودية والفضائيات الناطقة بالعربية والمواقع الإخبارية يتمحور حول ما تصفه بالانتصارات العسكرية في اليمن مع أن ما دار في أطراف محافظة شبوة لا يرتقي حتى لمجرد الذكر نظرا للمساحة التي تدور حولها المواجهات، وألقى فيها التحالف بكل ثقله البري والجوي قبل أن تنعكس سلبا على فصائله التي لا تزال ترزح تحت وطأة الهجمات المضادة والتي تنبئ بانقراضها مع وقع الهزائم التي تتكبدها. كانت هذه الحملة ضمن مسار إعلامي يهدف من خلاله التحالف لتحقيق ضغط على صنعاء لقبولها برؤيته للحل وفق اشتراطات التحالف. وتزامن ذلك مع تكالب إقليمي ودولي وحملات إعلامية ومنتجات صور وفيديوهات في تهويل العمليات العسكرية للبحث عن انتصارات وهمية والحديث عن خطط لاقتحام الحديدة تارة، وأخرى تعز، وثالثة البيضاء، ورابعة بتخفيف الضغط عن مأرب، وخامسة باستعادة شبوة والقائمة تطول .. هذه الخطة كانت ضمن عملية إعادة تقييم التحالف لعملياته في اليمن بعد سبع سنوات من الهزائم والفشل المتكرر في تحقيق أي انتصار يذكر على الأرض، رغم ما خصص لها من إمكانيات عسكرية وإعلامية بدأت تتلاشى مع عودة التحالف لتفعيل مسار الأقبية الخلفية والاتصالات. الحديث عن حل سياسي مجرد مغازلة واضحة لـ"انصار الله" للقبول بالمبادرة السعودية، إلا أن ذلك لم يسعف مع تبدل مسرح العمليات في شبوة لصالح قوات صنعاء، وكانت صنعاء قد أطلقت تحذيراتها إلى الإمارات التي نفشت أرياشها وصدقت نفسها بأنها أسد المعارك. وتأسيسا على ما سبق فإن استراتيجية الولايات المتحدة في بناء قواعدها في الدول الخليجية أو في غيرها من الدول ليس بهدف حماية هذه الدول مثلما يعتقد بعض قادتها الذين يضعون كل بيضهم في السلة الأمريكية، وإنما من أجل ابتزاز هذه الدول وحلب أكبر كمية مُمكنة من ملياراتها، ولهذا كل ما يهمها هو وجود هذه القواعد العسكرية أولا، وتوفير الحماية للجنود والمعدات المتمركزة فيها، أما أهالي هذه البلدان فليذهبوا إلى الجحيم، وأبرز الأدلة أن الرئيس بايدن لم يتجاوب حتى الآن مع أسهل طلبات هؤلاء الغثاء بوضع حركة “أنصار الله” على قائمة الإرهاب، وما زال يدرس الطلب، ويعلم الله كم ستستغرق هذه الدراسة، وأي قرار لن يقدم ولن يؤخر من حق الدفاع عن الأرض اليمنية في مواجهة الغزاة والمحتلين. هذه ورقة سياسية تستخدمها الولايات المتحدة لأغراض وأهداف سياسية لا يعتد بها شعبنا اليمني، وهي مسخرة سياسية أن تتحول الإدارة الأمريكية إلى مجرد نافذين بيد أصحاب رؤوس الأموال لتبرير جرائمهم. وهل يعني موافقة الإدارة الأمريكية الشريكة في العدوان ستمنحهم صك الإبادة للمدنيين واستمرار العربدة في سفك الدماء؟

الحماة في الملاجئ
بعد الهجمات الصاروخية لعمليتي إعصار اليمن اختبأ الحماة الأمريكان في الملاجئ في قاعدة الظفرة، وكأن الأمر لا يعنيهم مطلقا عندما فشلت منظومة الدفاع الجوي في التصدي للهجمات الصاروخية وسلاح الجو المسير في عمليتي إعصار اليمن الأولى والثانية في الوصول إلى عمق الدولتين( السعودية والإمارات) وإلى أهدافهما بدقة عالية فضحت النفاق الأمريكي مثلما فضحت الغطرسة الإسرائيلية وعرتها في معركة “سيف القدس” في أيار (مايو) الماضي.

صفقة مقاتلات إف - 35
كانت أبو ظبي قد لوحت بإلغاء صفقة شراء مقاتلات إف - 35 احتجاجا على شروط بايدن المرهقة، رد بلينكن باستعداد بلاده للمضي قدما بالصفقة، وتأتي هذه المتغيرات بعد إبرام الإمارات صفقة لشراء 80 طائرة رافال الفرنسية بقيمة 14 مليار يورو مطلع كانون الأول/ديسمبر 2021، بينما عبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن استعداد بلاده للمضي قدما في بيع طائرات إف - 35 المقاتلة، وطائرات مسيرة للإمارات إذا كانت لا تزال راغبة، وذلك في أعقاب تقارير عن اعتزام الإمارات تعليق المناقشات بشأن الصفقة. وقال مسؤول إماراتي لرويترز إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستعلق المناقشات بشأن شراء طائرات إف-35 التي كانت ضمن صفقة قيمتها 23 مليار دولار تشمل أيضا طائرات مسيرة وذخائر متطورة أخرى.
وقال بلينكن متحدثا في مؤتمر صحفي في كولالمبور إن واشنطن كانت مضطرة لمراجعة بعض الأمور. وأضاف "أردنا التأكد على سبيل المثال من التزامنا تجاه ضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، لذلك أردنا القيام بمراجعة دقيقة لأي تقنيات تباع، أو تنقل لشركاء آخرين في المنطقة، ومن بينهم الإمارات.
وأضاف "لكنني أعتقد بأننا على استعداد للمضي قدما إذا كانت الإمارات لا تزال تريد هذين النوعين من الطائرات. وكانت إسرائيل اعترضت على امتلاك الإمارات لمقاتلات إف-35 حماية لتفوقها الإقليمي، لكنها عادت وأعطت موافقتها على الصفقة بعد تطبيع أبوظبي علاقتها الدبلوماسية مع الدولة العبرية في 15 سبتمبر 2020. إذ تتشارك الدولة العبرية والإمارات الهواجس بشأن إيران، ومحاور المقاومة بشكل عام وترى الإدارة الأمريكية بأن ذلك يتطلب الدفع بإسرائيل إلى الواجهة العربية لتتبني سياسة أحلاف عسكرية واقتصادية جديدة في منطقة الخليج تحت قيادة إسرائيل، يبدو مدخلها تطبيع الأوضاع مع بعض الدول العربية التي أبرمت معها التطبيع والدخول في علاقات واسعة من بينها الاتفاقيات العسكرية والتحالفات ضد إيران وحلفائها. وقد كشفت المناورة العسكرية المشتركة الرباعية في البحر الأحمر العام الماضي بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين التي خضعت لاشراف قيادة الاسطول الامريكي الخامس المرابط في المحيط الهندي في إجراء التمارين والتدريبات المشتركة.
وخلال العامين الماضيين وضع الجيش الإسرائيلي منطقة البحر الأحمر ضمن خططه الأمنية والعسكرية وتصعيده بالهجمات ضد إيران تمثل ذلك بمهاجمة السفن البحرية قرب مضيق هرمز، والمحيط الهندي، والبحر الأحمر، وأيضا مهاجمة المنشآت النووية، ولجأت إسرائيل إلى تطوير خططها العسكرية الدفاعية والهجومية في آن واحد في منطقة البحر الأحمر، فضلا عن دخول اليمن على قائمة التهديدات المباشرة على الأمن القومي الإسرائيلي مع تعاظم قوات الجيش اليمني، وتطوير قدراته العسكرية كقوة عسكرية جديدة، تنتمي إلى محور المقاومة، وتمتلك القدرات العالية على تهديد كيان الاحتلال من الجبهة اليمنية سواء من خلال قدراتها الصاروخية أو سلاح الجو المسير التي أبهرت العالم باستهدافها للمصافي النفطية لشركة أرامكو السعودية، أو من خلال امكانية مهاجمة السفن الإسرائيلية في عمق البحر الأحمر وخاصة في مضيق باب المندب، واخير عمليتي إعصار اليمن في العمقين السعودي الإماراتي وضرب القواعد والمطارات والمنشآت الحيوية الهامة. وتنظر إسرائيل إلى سيطرة قوات صنعاء على مدينة الحديدة وعلى مساحات واسعة على امتداد ساحل البحر الأحمر، فإن ذلك يشكل تهديدا حقيقيا على حرية ملاحة السفن الإسرائيلية. لذا يمكن تفسير طبيعة المناورة على أنها رسالة ردع إسرائيلية موجهة لحكومة صنعاء لعدم مهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وتحذير عالي المستوى لإيران خاصة أن المناورة ذات طابع هجومي.

تشكيل تحالف عسكري
يبدو أن الولايات المتحدة تدعم انشاء تحالف عسكري إسرائيلي خليجي في منطقة الخليج يستطيع القيام بمهام تأمين المصالح الأمريكية في المنطقة، فيما إذا انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط من دون تضرر مصالحها في الإقليم، بالإضافة إلى حماية الملاحة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر تحت عنوان حماية حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة. وجود الإمارات والبحرين في المناورة يدل على أن هناك تعاونا وتفاهماً إسرائيلياً خليجيا في موضوع العدوان على اليمن، وهو ما يعطي استنتاجا عن مشاركة إسرائيل يشمل تدخلا إسرائيليا غير معلن في العدوان على اليمن تحت ذريعة حماية حرية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، خاصة مع سيطرة قوات صنعاء على مدينة الحديدة، وانسحاب المليشيات الموالية للإمارات من تلك المنطقة، ما أتاح لقوات صنعاء إطلالة واسعة على البحر الأحمر، وبالتالي تعاظم خطرها على الأمن الإسرائيلي، وهو الأمر الذي من الممكن أن تعتبره إسرائيل ذريعة لمهاجمة اليمن.

إبتزاز الإمارات
التعاطي الأمريكي مع ضربات الإمارات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية التي استهدفتها للمرة الثانية ردا على عدوانها وارتكابها مجازر إبادة بحق المدنيين وتدخلها عسكريا في اليمن منذ مارس 2015، بدا من الواضح مساعي الولايات المتحدة الأمريكية ابتزاز الإمارات واستغلال تعرضها لهجمات من اليمن لتكرار نفس السيناريو الذي تمارسه مع السعودية من دفعها لتوقيع صفقات بيع أسلحة ومنظومات دفاعية وإجبارها على المزيد من دفع الأموال بذريعة حمايتها عبر تعزيز التواجد الأمريكي هناك، وتعزيز عدد المشغلين لمنظومات الدفاع والرادارات داخل الإمارات من الموظفين الأمريكيين التابعين للبنتاغون.
كان من بين الأهداف المختارة بعناية المنطقة الصناعية بالمصفح، وقاعدة الظفرة الجوية التي تتواجد فيها قوات أمريكية بدرجة أساسية وفرنسية بدرجة ثانية، ولم تعلن صنعاء حينها أنها استهدفت القاعدة الأمريكية في الإمارات في الأسبوع الماضي، واكتفت بالإعلان فقط عن استهدافها للإمارات بخمسة صواريخ باليستية في أبوظبي وطائرات مسيرة استهدفت أهدافا عدة داخل دبي من بينها مطار أبو ظبي الدولي، غير أن مواقع أمريكية قالت إن قوات صنعاء استهدفت قاعدة الظفرة بصواريخ باليستية لتضطر الولايات المتحدة للاعتراف بأن القاعدة التي تتواجد فيها قواتها في الإمارات تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية وقالت القيادة المركزية الأمريكية الوسطى في بيان حينها أنها تصدت لهذه الصواريخ الباليستية، وأن قواتها اختبأت في الملاجئ داخل القاعدة. وكانت القاعدة الأمريكية في الإمارات قد تعرضت لهجوم مرة ثانية بصواريخ باليستية لتأتي القيادة الأمريكية الوسطى للاعتراف بصحة الهجوم والادعاء بأنه لم يؤد إلى وقوع أي أضرار مادية أو بشرية، وأن القوات الأمريكية في القاعدة تعاملت مع الهجوم معترفة أيضاً بأن قواتها اضطرت إلى الاختباء في الملاجئ داخل القاعدة الأمريكية الواقعة بمحيط العاصمة الإماراتية أبوظبي لمدة نصف ساعة.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جون كيربي قال في تصريح يوم الإثنين إنهم يدرسون ما إذا كان الهجوم الصاروخي للقوات اليمنية الذي وقع على الإمارات الأسبوع الماضي كان موجها ضد القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة، قائلا إنهم يأخذون هذا الهجوم على محمل الجد. ومثل هكذا تصريح يكشف مدى المساعي الأمريكية لابتزاز الإمارات، وهنا التعاطي الأمريكي سيختلف مع طبيعة الهجوم على الإمارات عنه باختلاف الأماكن المستهدفة، فإذا كانت قوات صنعاء تقصد في ضرباتها استهداف قاعدة الظفرة فذلك يعني استهداف القوات الأمريكية فسيكون للولايات المتحدة موقف معين، فيما لم تتخذ واشنطن الموقف ذاته في حال كان الهجوم لا يستهدف قواتها بقاعدة الظفرة، وهذا بحد ذاته يكشف طبيعة التعاطي الانتقائي مع الإمارات التي يزعم الأمريكيون حمايتها. إذ يكشف هذا التوجه أن واشنطن لا تهتم لشأن الإمارات، وما يهمها فقط هو التركيز على حماية جنودها فقط، وهذا ما ترجمه التعاطي الأمريكي عسكريا مع الهجوم في العمليتين الأولى والثانية لاعصار اليمن على الإمارات، حيث قالت واشنطن إنها تصدت للصواريخ التي استهدفت قاعدة الظفرة، فيما لم تعترض الدفاعات الجوية الصواريخ التي استهدفت أبوظبي ودبي.

طلب منظومة دفاع جوي
كشفت شركة إسرائيلية لتصنيع أنظمة الدفاع الجوي عن طلب أبو ظبي ترسانة من منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية، وذلك عقب الهجوم الذي شنته قوات صنعاء على مطار أبو ظبي ودبي، وصهاريج النفط في منطقة المصفح. ويبدو أن الولايات المتحدة تدفع بإسرائيل إلى تبني تحالفات عسكرية مع دول الخليج، وهذا ما يفسر طلب الإمارات من إسرائيل تزويدها بمنظومة الدفاع الجوي، وهذا ما تراه إسرائيل بالفرصة المواتية لعقد صفقات بيع الاسلحة، وأيضا انشاء التحالفات الجديدة في إطار التكتل لمواجهة إيران وبقية دول المقاومة والتوسع في منطقة البحر الأحمر، ومضيق باب المندب والجزر اليمنية، إذ أن الإمارات بعد التطبيع قد سعت لاستقدام عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية إلى الجزر اليمنية تحت مسمى سياح، وتارة تحت منظمة الصليب الأحمر الإماراتي، وأسفر هذا التنسيق عن إنشاء إسرائيل قاعدتين عسكريتين في كل من جزيرة ميون في باب المندب وأرخبيل سقطرى، فضلا عن انشاء أجهزة تنصت وتجسس تم نصبها على الجزيرتين.

إيقاف الحرب
الولايات المتحدة وحلفاؤها الغرب وإسرائيل لا يريدون إيقاف الحرب والعدوان على اليمن، فعلى وقع هذه المسارح القتالية تزيد طلبات بيع الأسلحة التي تروجها شركات ومصانع إنتاج الأسلحة، ويأتي خبراء الأسلحة لإقناع أمراء الحرب الخليجيين بجدوى الأسلحة الحديثة وخصائصها الفنية وقوتها التدميرية ... وو الخ.. كل ذلك يمثل سوقا لسباق شركات منتجي الاسلحة لابرام صفقات وإبرام عقود البيع تحت هذه المخاوف.

مسألة الدفاع عن الوطن قضية مصيرية واستحقاق تاريخي ووطني لصد هؤلاء الأغراب لصوص الثروات. وتكشف تجارب الحروب زيادة إنتاج الأسلحة، وزيادة قدرات فاعليتها في ميزان القوة العسكرية.. لذلك فإن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير هو عمل ردع في التوازن الاستراتيجي، وأن المزيد من تطوير هذه الأسلحة وزيادة قدراتها التدميرية هو الأهم في استراتيجية الردع، واختيار الأهداف الحيوية لضرب المفاصل الرئيسة في الاقتصاد الإماراتي - السعودي، فضلا عن الأهداف العسكرية في حين تظل الأهداف الاقتصادية المرتبطة بالاقتصاد العالمي وانتاج الطاقة إحدى الخيارات الاستراتيجية الكبرى لوضع خاتمة للعدوان ومراكز الاستعمار الدولي إذا ما استمر العدوان في غيه وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية ضد شعبنا اليمني الذي يطالب بإيقاف الحرب، ورفع الحصار ومغادرة القوات الغازية الأراضي اليمنية، ويبدو أن تحذير صنعاء أخذ به على محمل الجد، وأولها الشركات الأجنبية التي لم يعد لوجودها أي استقرار أمني في ظل التصعيد المتبادل، فالإمارات لها إشكالات كبيرة مع دول المنطقة وتتدخل في أعمال عدوانية ضد اليمن ودول عديدة في المنطقة والاقليم بشكل عام، ولم يعد لسلطات أبو ظبي من جدوى في إقناع الشركات بالبقاء في بيئة لا تتوفر فيها الاستقرار والأمان، وخصوصا بعد تصريحات صنعاء الرسمية وتأكيدها أن الإمارات أصبحت منطقة غير آمنة، وأن هاتين العمليتين مجرد رسائل تحذيرية ليس إلا، والقادم أشد إيلاما ووجعا لمزيد من العمليات الهجومية في بنك أهداف كما تقول حكومة صنعاء ستطال المفاصل الحيوية في الدولة والاقتصاد الإماراتي القائم على شركات الاستثمار والسياحية والتجارة العالمية.