ملاحقة إماراتية وحرب خدمات سعودية .. الانتقالي في مأزق – تقرير

خاص – YNP ..

سعرت دول التحالف مؤخرا حربها  ضد المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن،  لكن هذه المرة بمشاركة إماراتية  ماثلة للعيان، فهل  ما يجري  مجرد ضغوط على المجلس الذي  يحاول فرض واقع قبل اي انخراط في اجندة التحالف شمالا أم بداية النهاية  لمسيرته التي لم تتجاوز  الست سنوات بعد ؟

في الإمارات، تدور الانباء حاليا حول تحقيقات مع رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، بتهم فساد، وهي التهم التي قادت نائبه  هاني بن بريك قبل أسابيع إلى السجن في إمارة ابوظبي، على الرغم من محاولة انصار الزبيدي التقليل من أهمية تلك التحقيقات بالحديث عن عمليات نصب تمت  باسمه، غير أن الصور التي تم تسريبها لحالة الرخاء التي يعيشها  الزبيدي وافراد عائلته  ممن كانوا حتى قبل تأسيس المجلس في العام 2016  يعانون الفاقة، تشير إلى أن  الهدف هو راس الانتقالي  هذه المرة، خصوصا اذا ما اقترن  ملاحقة الزبيدي بالترتيبات التي تجريها الامارات ذاتها على الأرض وتحديدا في شبوة حيث تم تسريح عناصر "النخبة الشبوانية" المحسوبة على الانتقالي واستبدالها بقوات  طارق صالح ، إضافة إلى العمليات الجارية لتأطير العمالقة جنوبا تمهيدا لتسويق  قائدها ابوزرعة المحرمي المعين من الإمارات كنائب لطارق صالح  في قيادة ما تسمى بـ"القوات المشتركة"  كبطل للجنوب وحامل لقضيتها بدلا عن الزبيدي ..  المؤشرات على الأرض تشير إلى أن الامارات التي تخوض  معارك في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن نجل صالح  تتجه للتضحية  بالانتقالي لصالح انقاذ مستقبل العائلة، خصوصا وأن جميع  عمليات استهداف الانتقالي جاءت في اعقاب اعتراضه على نشاطات مكتب طارق في شبوة .. وهي أيضا كما يبدو حلقة من مسلسل للتحالف لتحجيم المجلس  جنوبا، برزت بالتحركات السعودية الموازية للإمارات  وابرزها وقف البرنامج السعودية لمنحة  الوقود م كضغط على سلطة الانتقالي في عدن لتوريد العائدات إلى البنك المركزي  نتج عنه ا  انقطاع متصاعد  للتيار الكهربائي الذي تعتمد محطته على المنحة السعودية المدفوعة،   وسط مؤشرات عن انهيار لمنظومة الكهرباء في عدن وهي وصفه قد تضع الانتقالي في مواجهة شعبية مع اقتراب فصل الصيف، والكهرباء هي واحدة من معارك بدأت حكومة هادي تفتحها على الانتقالي بضوء سعودي ابرزها رفع  أسعار المشتقات النفطية مع اعتمادها جرعتين في أسبوع واحد، أوصلت أسعار البنزين في عدن إلى 20 الف مع ان سعرها في حضرموت ومأرب لم يتجاوز الـ3500 ريال للجبة سعة 20 لتر، إضافة إلى عودة الانهيار المتسارع للعملة المحلية التي تقترب من حاجز الالفين ريال للدولار الواحد وسط ارتفاع قياسي في أسعار المواد الغذائية وجميعها قد تضع الانتقالي وسلطته في مأزق ، وباتت بالفعل تثير قيادات في المجلس حول مصير ه  في المفاوضات المرتقبة بشان اليمن  وإمكانية استبعاده منها وتداعيات ذلك على مستقبل الجنوب.

حتى الأن لم تتضح  اهداف  التحالف من استهداف الانتقالي، مع أن الحديث يدور من قبل خبراء التحالف حول تنفيذ اتفاق الرياض وتحديدا الشق العسكري المتعلق بإخراج فصائل الانتقالي من عدن ومحافظات الجنوب إلى جبهات القتال،  في حين يناور المجلس  في حضرموت  بغية دفع خصومه داخل "الشرعية" أولا،  وسط تدخلات مباشرة من التحالف نفسه لمنع  أي خطوة في هذا الاتجاه واستخدام ما تبقى من فصائل الإصلاح شرق اليمن وتحديدا في المحافظات النفطية  كورقة ضد الانتقالي الذي يركز اهتمامه الأن على  توسيع إمبراطورتيه المحاصرة في عدن  عله يكسب المزيد من الأوراق التي تؤهله  لتمثيل جنوبي خالص.