صنعاء تؤكد انحيازها إلى عامة الشعب اليمني وتضع رفع الحصار وصرف الرواتب كشرط للتفاوض

YNP - عبدالله محيي الدين :
يحضر الحديث عن جولة مفاوضات جديدة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، فيتنامى التفاؤل لدى الشعب اليمني بانعتاق قريب لبلادهم، بعد سبع سنوات من الحرب التي ثبت فشلها في جميع اهدافها المعلنة من قبل التحالف بقيادة السعودية، ونجاحها فقط في تدمير البلاد وقتل عشرات اﻵلاف من المدنيين والوصول بالملايين إلى حافة المجاعة، ناهيك عن ما أسفرت عنه هذه من تمزيق للمجتمع اليمني ونهب لثرواته واحتلال لجزره وسيطرة على كل مقدراته.


ورغم جولات عديدة من المفاوضات، بين الأطراف الفاعلة في الحرب باليمن إلا أن الأفق ظل مسدودا أمام تسوية فعلية تضمن وضع حد للعنف وإعادة السلام وتعويض الخسائر وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وهو ما يجعل الامل يبدو ضئيلا في أي حديث عن محادثات قادمة، سيما في ظل حالة عدم الثقة السائدة حاليا بين أطراف هذه الحرب، وعدم اتخاذ التحالف والأطراف المحلية الموالية له أي خطوة في هذا الاتجاه، كونه هو من يملك قرار إيقاف الغارات الجوية ورفع الحصار عن المطارات والموانئ، وفتح الطرق أمام إمدادات الوقود والغذاء والدواء.
في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن هناك طريقة للخروج من الحرب، فالسماح باستمرارها خيار وكذلك هو إنهاؤها. وفي هذا الصدد، أكد أنه يعمل الآن على تطوير إطار عمل سيحدد خطته للمضي قدما نحو تسوية سياسية شاملة.. موضحا أن خطته تشكل إنشاء عملية متعددة المسارات يمكن من خلالها معالجة مصالح الأطراف المتحاربة في سياق أجندة يمنية أوسع، على طول المسارات الثلاثة للقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأكد غروندبرغ أنه كجزء من هذا الجهد، سيبدأ الأسبوع المقبل سلسلة من المشاورات الثنائية المنظمة التي تهدف إلى الإعلام عن إطار العمل وإدخال تحسينات عليه.
وأشار إلى أن هذه المشاورات من شأنها أن تستكشف أولويات اليمنيين على المدى القريب والبعيد للمسارات الثلاثة، بالإضافة إلى تطلعاتهم ورؤيتهم الأوسع من أجل إنهاء الصراع.. معتبرا ذلك فرصة حقيقية للأطراف اليمنية من أجل تغيير المسار ورسم طريق سلمي للمضي قدما.
وقال: "لقد ظل اليمنيون لفترة طويلة بدون عملية سياسية وبدون أمل في أن ينتهي هذا الصراع. من خلال الشروع في عملية منظمة تحاول معالجة العناصر الرئيسية للصراع، يمكن استعادة الأمل في إنهاء المعارك العسكرية والسياسية والاقتصادية المدمرة."
صنعاء من جهتها، قللت من أهمية الخطة الجديدة التي ذكرها المبعوث الأممي لإحياء عملية السلام وإنهاء الصراع في اليمن، حيث قال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، حسين العزي في تغريدات له على تويتر، إن "موضوع الحصار المفروض على الشعب اليمني يمثل الاختبار الأخير لمصداقية كل من يتحدث عن السلام وفي المقدمة مجلس الأمن والأمم المتحدة"، حد وصفه، مضيفا أن معالجة الجانب الإنساني والاقتصادي "يمثل بوابة العبور الوحيدة إلى السلام الجاد والحقيقي في اليمن".
ووضع العزي إنها الحصار المفروض على الموانئ والمطارات والمنافذ في نطاق سلطة صنعاء كشرط للدخول في المفاوضات التي دعا على المبعوث الأممي، قائلا إن انهاء الحصار "دون قيد أو شرط سيدفع لاشك نحو سلام جاد وحقيقي".
وفي أعقاب ما أعلنه المبعوث الأممي حول خطته لإحياء المسار السياسي لحل الأزمة اليمنية، كشفت صنعاء عن مضامين الرؤية التي قالت إن وفدها المفاوض قدمها إلى سفير روسيا في سبيل معالجة الملف اﻹنساني في اليمن.
ونقلت وسائل إعلام تابعة لحكومة صنعاء، عن مصادر دبلوماسية، أن "الرؤية تضمنت المطالبة بضرورة فتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة لضمان حرية التنقل وتدفق السلع والبضائع دون أي قيود".
وأضافت نقلا عن المصادر ذاتها أن الرؤية نصت على "تنظيم الإيرادات النفطية والغازية، بما يضمن صرف المرتبات دون استثناء أو تمييز"، موضحة أن " هدف الرؤية الأساسي تخفيف معاناة الشعب اليمني وتهيئة الأجواء لوقف الحرب والدخول في عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة ".
وفي كل مرة تحضر فيها المبادرات من قبل أطراف الحرب في اليمن، تثبت صنعاء انحيازها إلى جانب ملايين اليمنيين الذين ضاعفت الحرب والحصار معاناتهم، وحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، وطحنتهم تحت رحى أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم بحسب تقارير الأمم المتحدة، وهو ما أكدته جميع مبادراتها التي سبق أن تقدمت بها في سبيل وقف الحرب، وحرصها على التخفيف من معاناة الشعب اليمني جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ 7 سنوات وصولا إلى إحلال السلام في البلاد.