ابوظبي بين نارين .. ضغوط واشنطن وتل أبيب وهجمات صنعاء

YNP - عرب جونال  :

قد تخسر الامارات ما أعتقدت أنها حققته من مكاسب في اليمن لاسيما في الموانئ الجنوبية والجزر كسقطرى وميون فعودتها الى تفعيل دورها في اليمن وتحديداً في المعركة الميدانية كان من ابرز نتائجه ان أصبحت الامارات نفسها ضمن مسرح الحرب وباتت هدفاً للقوات اليمنية الأمر الذي يؤثر سلباً على مكانتها العالمية ومركزها الاقتصادي.

العودة الإماراتية الى اليمن كان بإيعاز أمريكي واضح إضافة الى أنه رغبة إسرائيلية فالجانب الأمريكي رأى أن محاولاته لإخضاع أنصار الله وفرض الشروط عليهم لتثبيت الخارطة العسكرية باءت بالفشل وأما الإسرائيلي فقد تضاعف القلق لديه من تنامي القوة اليمنية إضافة الى أن تمكن أنصار الله من حسم المعركة لصالحهم في كل الجغرافيا اليمنية سوف يهدد مستقبل الطموحات الإسرائيلية المتمثلة في التواجد العسكري بالجزر اليمنية تحت اللافته الإماراتية وهو التواجد الذي بدأ بالفعل في سقطرى وميون وبالتالي رأت تل أبيب الى أن ما حققته من مكاسب على يد الإمارات سيصبح تحت التهديد اذا ما تقدمت القوات اليمنية واصبح أنصار الله على سواحل البحر العربي جنوباً ناهيك من أن وصول سلطة في اليمن تعادي إسرائيل أمر يقلق الكيان الإسرائيلي بشكل كبير نتيجة الموقع الاستراتيجي لليمن وهيمنته على منطقة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

التصعيد الإماراتي الذي جاء استجابة لواشنطن وتل أبيب جعل أبوظبي في موقف لا تحسد عليه وهي تتصدى للهجمات اليمنية التي تكررت خلال الفترة الماضية ويبدو أنها مرشحة للزيادة رغم المحاولات الإماراتية التهدئة فصنعاء مصرة على خروج الامارات من الميدان اليمني وهو ما يعني أن أهداف صنعاء لا تقتصر عند خفض التصعيد أو التهدئة أو ما يعرف بالهدنة بل اصبح التوجه يقوم على اجبار الامارات على عدم التدخل في الشؤون اليمنية من خلال انهاء أي وجود لها في اليمن وبالتأكيد أن مثل هذا التوجه يشمل التواجد الاماراتي في الجزر كسقطرى وهو ما تفهمه أبوظبي جيداً ولهذا نجدها تحاول التقليل من خسائرها المحتملة من خلال الحديث عن إعادة تموضع في شبوة أو خفض التصعيد او الحديث عن السلام في حين تستمر في إدارة ادواتها للعمل لما فيه صالح الاجندة الامريكية والإسرائيلية.