الانتقالي يمهد لعودة طارق بإزاحة كابوس المؤتمر من أمامه جنوبا – تقرير

خاص – YNP ..

اثار قرار المجلس الانتقالي ، الموالي للإمارات جنوب اليمن، اغلاق مقر حزب المؤتمر الشعبي العام في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لهادي،  جدلا واسعا  وتباينات في المواقف ، لكن المؤكد أن الخطوة لم تكن مناهضة لطارق صالح الذي يقود حراك موازي للمؤتمر الشعبي، فما ابعاد القرار الجديد؟

فجأة وبدون سابق انذار، اقتحمت قوات المجلس الانتقالي في عدن مقر المؤتمر في مديرية التواهي واغلقته بعد أن اممته  برفع علم  الانفصال بدل علم الوحدة وصور صالح.

هذه الخطوة تأتي على إيقاع توتر متصاعد  بين  الانتقالي وجناح صالح في المؤتمر الذي يقوده طارق صالح، وقد برزت  في شبوة حيث يحتدم الصراع مع قرار طارق اشهار  مكتبه السياسي لأول مرة خارج معقله في الساحل الغربي وهو ما اعتبره الانتقالي محاولة للعودة إلى المشهد على حساب المجلس الذي ينادي بالانفصال.

 حتى  الأن يحاول الانتقالي المتهم حاليا بتعبيد الطريق لعائلة صالح اظهار نفسه كمناهض لإعادة النظام السابق من جديد وعلى  حسابه ، مع أنه هيئة رئاسته في اخر بيان لها لم تستطيع ذكر اسم طارق وهي تتحدث عن رفضه تأسيس كيانات جديدة في لجنوب، على الأقل حتى لا يمنح خصومه الجنوبيين الذين صحوا من سباتهم فجأة على إيقاع  رقص طارق ومكتبه في شبوة، ليوسموا  الانتقالي  بـ "الخيانة" ، لكن خطواته التي يحاول من خلالها امتصاص غضب طيف واسع  في الجنوب لا يرحب بحضور او ذكر طارق حتى لا يبدو بأنها تمس عقيدة طارق الذي طوى المؤتمر بكله خلفه وبدأ النهوض على انقاضه، فحتى اللحظة لم يعلق طارق الذي يحتفظ بمعسكرات في البريقة على قرار اقتحام مقر المؤتمر في التواهي، وهو ما يؤكد  فرضيات بأن الخطوة تخدم طارق اكثر من الانتقالي.

فمع أن قرار الاغلاق جاء في وقت يعاد فيه تسويق صالح في عدن عبر رفع صوره في فعاليات اجتماعية اخرها حفلات الزواج وبدون مناسبة تذكر، إلا أن استهداف مقر المؤتمر هي رسالة لجناح الصقور داخل "شرعية" هادي وجناح المؤتمر  في الجنوب الذي استحوذ احمد الميسري وزير الداخلية السابق في حكومة هادي عليها وانشاء لجنة تحضيرية  برئاسته تحت مسمى "المؤتمر الشعبي العام الجنوبي" تمهيدا لفصل الحزب في الجنوب، وقد بدأ واضحا من بيان الميسري  الذي اعقب   عملية الاقتحام بأن الرسالة تستهدفه خصوصا في ظل مطالبات جنوبية بتعزيز التقارب مع الميسري لمواجهة خطط طارق ، وقد وصف عملية الاقتحام بانها ضمن مخطط انشاء الكيانات الموازية في إشارة إلى أنها تمهد الطريق لصعود طارق..

سواء كان اقتحام المؤتمر  في عدن بقصد إيصال بحسن نية التيار المناهض لطارق في الانتقالي  او بسوئها، فإن  المؤشرات تؤكد بأن المجلس الذي أطاح تنامي الصراع مع طارق بكبار قاداته في معارك استعادة الانفاس هذه،  اعجز من أن يطرق باب طارق حتى ولو بطلبه اخلاء معسكراته في عدن، لكن اقتحام المقر  تبقى محاولة لاستعراض في وجه القوى التقليدي المنهكة بالحرب لا اكثر.