قلق سعودي من نقمة امريكية يدفعها للتدثر عربيا واقليميا- تقرير

خاص – YNP ..

السعودية التي ظلت  لعقود تستند  على ا لدعم الامريكي في حمايتها، بدأت خلال الايام الماضية ، استراتيجية جديدة في المنطقة  بإحياء علاقاتها  مع دول الجوار لاسيما العربية والاسلامية والتي ظلت راكدة  احيانا ومحل خلافات في اخرى، غير أن هذه الخطوة لم تكن برئية فهل قررت السعودية  انهاء الاعتماد على الامريكيين أم انها تحاول التلويح بالعرب والمسلمين كورقة مناورة؟

حتى العام قبل الماضي، كانت امريكا الشعار الابرز في  عنوان الحرب السعودية على اليمن، وقد القت  واشنطن التي اعلنت السعودية منها الحرب وعلى لسان سفيرها حينها عادل الجبير،  بكل ثقلها لإنجاح حملة السعودية على جارها الفقير  ، حتى ضنت الرياض بان الوقت لن يدوم طويلا وبالأحرى اسبوع او اسبوعين قبل وصولها صنعاء،  لكن بعد 8 سنوات من الحرب  والتي لم تخرج خلالها السعودية التي انفقت المليارات لصالح الحلفاء إلى طريق، وقلب واشنطن الطاولة عليها بتحويل الدعم إلى ابتزاز، يبدو بان الرياض  تتجه نحو تغيير استراتيجيتها  برمتها، وقد ادركت اخيرا بان الدعم الامريكي لم يكن سوى محاولة اخرى لجرها إلى  مستنقع الحرب مع ايران   كما هو الحال الان في اوروبا حيث تدفع امريكا بالدول الغربية لمستنقع حرب مع روسيا، والهدف  ابقاء هذه الدول تحت رحمة الحماية الامريكية، فالولايات المتحدة التي خصصت اقمار صنعاء للحرب السعودية وارسلت مدمرات وطائرات ومنظومات صاروخية،  تحاول الأن المناورة بسحبها او تقليص   عملها في الوقت الذي تسابق فيه الزمن لإبرام اتفاق مع خصومها،  واضعة السعودية امام خيار لا ثالث  له، أما الانصياع أو مواجهة الواقع وحيدة.. هذا  الادراك المتأخر، لم تتضح عواقبه بعد،  ومالثمن الذي ستدفعه السعودية لقاء الخروج عن ثوب الطاعة السعودي، لكن المؤكد أنه بدأ يقود علاقات الرياض وواشنطن إلى مفترق طريق، خصوصا في ظل التقارير الامريكية عن رفض ولي العهد السعودي اجراء اتصال مع الرئيس بايدن ، ما دفع الأخير لإلغاء زيارة كانت مرتقبة  للسعودية ..

 الأن يحاول كل طرف تضميد جروحه استعداد للمعركة المقبلة، فالولايات المتحدة التي اعلنت توا حظر استيراد النفط والغاز الروسي في اقوى عقوبات من نوعها، وكانت تعول على دول الخليج لردم هوة  فراغ السوق الدولية من  نفط وغاز ثاني اكبر منتج  له حول العالم بدأت  مفاوضات مع خصومها التقليدين  فأبلغت فنزويلا قرارها برفع العقوبات عنها مقابل بيع النفط لواشنطن وقبل ذلك ايران  التي تقترب إلى اتفاق جديد مع واشنطن   رغم ان ذلك قد يدفع لتعقيد العلاقات مع الروس.

على الجانب الأخر، بدأت السعودية   التدثر  بمحيطها العربي والاسلامي، فاستدعت الرئيس المصري لزيارة الرياض مقابل دعم مالي غير مسبوق،  وكثف نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان  لقاءاته بوزراء دفاع عرب واجانب ابرزهم  التونسي واليوناني والقبرصي وقيرغستان  وحتى الاندونسي  إلى جانب العراق وقطر، بالتزامن  مع تدشين الرياض معرض الدفاع  العالمي والذي تحاول السعودية من خلاله استقطاب كبرى شركات صناعة الاسلحة في العالم لتغطية  عجزها في ظل التقنين الامريكي والاوروبي للتسليح ، وضغوطها لتحقيق اجندتهما اولا ..

رغم التطورات السابقة والمهمة في علاقات الرياض وواشنطن، لا يزال من المبكر التكهن بمستقبل  الوجود الامريكي في الخليج مع ان الولايات المتحدة  التي غادرت افغانستان والعراق  تحاول  تكثيف وجوها شرق اليمن ، لاسيما وأن هذه الاطراف وتحديدا السعودية تحاول من خلال الحياد  مراقبة نتائج الصراع في اوكرانيا لتحديد القوة الجديدة على الارض والتي يمكن التحالف معها..