انقلاب عسكري جديد يؤسس لحرب واسعة في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

بخطوة مفاجئة  وغير متوقعة، اعلنت السعودية  نهاية الاسبوع الماضي  سلطة بديلة لـ"شرعية" هادي، على الرغم من  انطلاق مشاورات يفترض ان تقرر مخرجاتها، لكن وبغض النظر عن القرار ، نظرة في خلفية  الاعضاء تشير إلى أن ما حدث انقلاب عسكري بتدبير سعودي..

بالنسبة لهادي وحتى علي محسن الذي عزز علاقته على اكثر من جبهة مع صنعاء خلال السنوات الأخيرة فإن قرار ازاحتهما كان جاهز منذ سنوات، كما يقول المستشار الاعلامي له سيف الحاضري، وهو بذلك يشير إلى الترتيبات التي اتخذتها السعودية بدأ بإقالة  فهد بن تركي الذي كان يستند عليه محسن ويعقد معه صفقات فساد، لكن السعودية التي  نجحت  بإضعاف هادي ونائبه، كانت ايضا بحاجة لمسرحية  لتمرير نهايتهما وقد استدعت لذلك جموع من الهزليين إلى مشاورات انتهت قبل أن تبدأ.

وبغض النظر عن دوافع القرار السعودي الجديد  بإعادة هيكلة ما تسمى بـ"الشرعية"، تشير التشكيلة الجديدة إلى أن ثمة اهداف  لا علاقة لها بالطبع في سلام اليمن، فالسعودية والامارات اللاتي اكتواءنا خلال السنوات الاخيرة  بنيران الحرب وقد امتد لهيبها إلى  شرايين حياتهم الاقتصادية ومراكز عصب التجارة في بلدانهم،     تخططان من خلال المجلس الجديد  ايجاد وكلاء اقوياء على الارض كبديل لهادي ومحسن اللذان ظلا  يتاجران بالحرب   لتحقيق مكاسب شخصية.. وفق لخلفية  الاعضاء فغن طريقة اختيارهم تمت وفق لحضورهم العسكري على الارض.  فطارق صالح يقود الفصائل في الساحل الغربي وابوزرعة المحرمي  لديه العمالقة والدعم والاسناد والحزام الامني جنوبا وسلطان العرادة لديه فصائله الخاصة في مأرب ومثله فرج البحسني الذي يقود المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت  ناهيك عن عثمان مجلي الذي يملك فصائل على الحدود في حين لدى العليمي نفوذ في تعز وقد يكون اختياره ايضا مراضاة لجناح المؤتمر  بقيادة هادي.

هذه التوصيفة تدل على أن المجلس المشكل ليس "رئاسي" وانما عسكري،  ورغم  حديث رئيسه وحتى السعودية عن دعمه للسلام في اليمن بدأ خطاب  العليمي الأخير  يحمل في مضامينه رسائل حرب لا اكثر، فالسعودية تسعى من خلال المجلس لا يجاد بديل لانسحاب مرتقب لقواتها وحلفائها من اليمن على واقع ضغوط صنعاء،  وقد تكتفي خلال الفترة المقبلة بدعم زعماء الحرب الجدد، لكن الاخطر في الأمر أن هذا المجلس قبل أن يوجه بندقيته شمالا  سيشعل فتيل صراع جديد  داخل مناطق "الشرعية" ذاتها، خصوصا في ظل  طموح طارق صالح مسنودا بدعم اماراتي للاستحواذ على القرار داخل المجلس  وقد بدأ بعد ساعات على تعينه بطرق الابواب الهامة سواء بلقاء مع سلطان البركاني رئيس برلمان هادي لتعزيز نفوذه داخل "الشرعية"  أو بمحاولة استمالة الشخصيات المناهضة للعليمي  هذا من ناحية  أما من ناحية اخرى فالتوجه لإنهاء نفوذ اعضاء في المجلس كسلطان العرادة وفرج البحسني اللذان يقبضان على اهم اقتصاديات اليمن فقد يدفع نحو صراع داخل المجلس ويجهض الكثير من قراراته اضف إلى ذلك محاولة السعودية في قرارها الأخير وضع ابوزرعة المحرمي  بمقام عيدروس الزبيدي مع ترجيح كفة الاول وهو ما قد يشعل فتيل صراع جنوبي – جنوبي ..

لا سلام يلوح في افق اليمن على الأقل على المدى القريب رغم الهالة التي اضفتها السعودية مؤخرا سواء بمسرحية المشاورات او التغيرات على مستوى قيادة "الشرعية" فكل المؤشرات تؤكد  على أن  البلد الذي يتعرض لحرب وحصار منذ 8 سنوات في طريقه لتصعيد جديد.