خطاب "العليمي" يكشف حقيقة غرض الرياض من تشكيل "مجلس القيادة"

YNP /  إبراهيم القانص  -

الإجراءات السعودية التي تمت تحت غطاء مشاورات الرياض، لا تستحق كل ذلك الضجيج، الذي هو في الأساس محض تضليل رُفعت فيه شعارات مصلحة اليمن واليمنيين، بينما الحقيقة واضحة ولا علاقة لمصلحة اليمن بها، فما تم هو استبدال أشخاص مكان أشخاص، وتنحية آخرين لم يعودوا صالحين للخدمة في صف التحالف،

والكل يمثلون طاقماً أوكل إلى كل فرد فيه مهمة معينة في إطار المصلحة العامة للتحالف وتنفيذ مخططاته وأهدافه في اليمن، وبالطريقة نفسها التي بدأ التحالف بها تدخله العسكري في اليمن تحت شعار "استعادة الدولة"، يستكمل مشاريعه التوسعية تحت الشعارات نفسها، حيث كان يطلق على حكومة هادي صفة "الحكومة الشرعية"، وحين انتهت صلاحية هادي نفسه تم عرض مسرحية "مشاورات الرياض"، التي استبدل خلالها التحالف مسمى تلك الحكومة بكيان سياسي جديد، ظاهرياً فقط، لكن من تم تعيينهم فيه هم الأدوات نفسها، ويقول مراقبون إن كل ذلك الضجيج والمغالطات لا تتعدى كونها محاولات بائسة تبذلها السعودية للخروج من مأزقها وورطتها في اليمن.

 

الخطاب المخزي الذي ألقاه هادي ليعلن نقل صلاحياته إلى "العليمي"، كان المشهد الرئيس من مسرحية "مشاورات الرياض"، فالمسألة هي استغناء السعودية عن خدماته بكل بساطة، واعتراف ضمني بأنه لم يكن أبداً الرئيس الشرعي لليمن كما روجت له حين كانت بحاجة لاستخدامه في شن حربها على اليمن، والخطاب الهزيل الذي ألقاه "العليمي"، لتقديم نفسه بديلاً عن هادي، كان أيضاً أحد المشاهد الضرورية للمسرحية، كونه لم يتحدث لا بالتصريح ولا بالتلميح لأهم ما يمثل الأسباب الحقيقية للحرب في اليمن، والتي قال العليمي إن مجلسه شُكِّل للعمل على إنهائها، ورغم إشارته إلى أنه مجلس دفاع وقوة ووحدة صف وذود عن السيادة وحماية المواطنين؛ إلا أنه لم يتطرق أبداً إلى القوات متعددة الجنسيات التي جلبها التحالف لتسيطر على أهم المنافذ البرية والبحرية والجوية والمواقع الاستراتيجية اليمنية، فأي سيادة يعني العليمي بالذود عنها؟

 

ويؤكد مراقبون أن الكيان السياسي الذي تمخض عن مشاورات الرياض، يمثل انقلاباً واضحاً وصريحاً على ما كان يسميه التحالف "الشرعية"، رغم يقينه أنها لم تكن سوى مفتتح ومطية بدأ بها مشروعه المشبوه في اليمن، أما حديث العليمي عن وحدة الصف فهو في ما يخص وحدة صف أدوات التحالف المكلفة بتنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه، ولا يعني أبداً وحدة اليمن، فالمكون الذي أنشأته الإمارات وأوكلت إليه مهمة رفع شعارات المطالبة بالانفصال، والمسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، كان حاضراً في مسرحية المشاورات، وأصبح رئيسه عيدروس الزبيدي عضواً في مجلس العليمي، وقد أكد الزبيدي خلال لقاء جمعه مع قيادات جنوبية على هامش مشاورات الرياض، أن مكونه حريص على خوض المعترك السياسي بما يخدم قضية شعب الجنوب، وانتزاع حقه في استعادة دولته المستقلة، حسب تعبيره.

 

أما سلطات صنعاء فقد عبرت عن موقفها من الكيان السياسي الذي شكلته السعودية بأنه لا علاقة لليمنيين بإجراءات وصفتها بأنها غير شرعية، وصادرة عن جهة غير شرعية، ومن خارج الوطن، مؤكدةً في اجتماع للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء أنه لا علاقة لهذه الإجراءات باليمن ولا بمصالحه، وأنها لا تمت للسلام بأي صلة، بل تخص أدوات التحالف والهدف منها ترتيب وضعهم ومعالجة خلافاتهم، موضحةً أن الشرعية الحقيقية لا تُمنح إلا لمن يدافع عن الوطن وسيادته وحريته واستقلاله، مشيرةً إلى أن التحالف لا يمتلك الحق في منح الشرعية لأحد.