تكرار خليجي لسيناريو التسعينيات في اليمن- تقرير

خاص – YNP ..

فجأة وبدون سابق انذار او حتى تهيئة شعبية   تخلى المجلس الانتقالي عن مطالب استعادة الدولة "جنوب اليمن"  وعاد مسارعا إلى حضن   الدولة اليمنية بشقها الموالي للتحالف  وقد حصل  على ثمن مقعد في "الرئاسة"  فهل يقع في شرك تسعينيات القرن الماضي؟

المجلس الرئاسي الذي اعلنته السعودية مؤخرا كبديل عن ما ظلت تصفها بـ"الشرعية" وتبرر حربها وحصارها على اليمن بمساعي "اعادتها"  لا يختلف عن المجلس الذي شكلته  في العام 1990، و لم يصمد  طويلا حتى اختلف الطرفان  لتندلع الحرب بعد ذلك  بـ 4 سنوات فقط من تشكيله  فهل نشاهد السيناريو  ذاته يتكرر؟

حتى الأن يبدو بان دول الخليج  التي ظلت معظمها تدعم انفصال جنوب اليمن في تسعينيات القرن الماضي  ولم تتوفق بفعل عوامل عدة  تحاول اسقاط السيناريو ذاته وقد  اوصلت جميع اليمنيين شمالا وجنوبا إلى حالة نفور وتباعد مشابها لما كان عليه الحال في التسعينيات وهي الأن تحاول  وضع اللمسات الأخيرة للحرب الجديد  وقد هيأت لها كافة الظروف بدء بتشكيل "المجلس الرئاسي"  الذي يمتلك كل عضو فيه ميلشياته الخاصة ويقاتل تحت يافطة مختلفة وهو ما يؤكد بان الوضع في اليمن يسير  وفق خطى جديد نحو الحرب لكن هذه المرة ستكون السعودية وحلفائها خارج اللعبة أو  يلعبون من خارج الطاولة برفع الضعيف واضعاف القوى وهذا كان مخطط منذ بداية الحرب الأخيرة التي قادتها السعودية في مارس من العام 2015.  

لم يأتي تشكيل المجلس "الرئاسي" من فراغ ولا حبا في اليمنيين الذين يتعرضون لأبشع صور القتل والدمار  والحصار وتفتك بهم الأوبئة وتنهال المجاعة عليهم منذ سنوات  وسط ترقب خليجي لموتهم ، بل لحاجة في نفس الخليج ذاته وعلى راسهم  السعودية والإمارات اللتان يحاولان الخروج من مستنقع الحرب وقد تبدلت المعركة وتغيرت قواعدها بصعود صنعاء إلى قمة الهرم،  وهذه الحالة الجديد  بالنسبة لهما ستكون مؤقتة في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية  وقد تمضى عبرها السعودية والإمارات  نحو سلام ناقص أو تحويل دفة الحرب  على اليمن إلى اهلية لإعفاء السعودية التي عرضت المليارات لقاء  مسامحتها  من تبعات الحرب المدمرة ..

وبغض النظر عن الاهداف والاجندة  الاقليمية والتي لم تعد خفية وقد استحدثت القواعد في المناطق النفطية وعززت القوات في الساحل الشرقي الاستراتيجي لليمن،  يبدو ثمة تغيرات في المشهد داخليا،  وبالتحديد على مستوى التحالفات بين القوى الموالية للتحالف، فطارق صالح الذي كان حتى وقت قريب في صف الانتقالي بدأ  مسار للتقارب شمالا ومع الد خصومه وتحديدا حزب الاصلاح وقد يمتد ذلك ليشمل ما تبقى من تيار مؤتمر هادي بقيادة العليمي وعثمان مجلي، وهذه التوصيفة  قد ترجح كفته  على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي  والذي تم زراعة لغم ابوزرعة  المحرمي السلفي الذي لن ينكث بيمنية الدستورية في الحفاظ على الوحدة اليمنية، في خاصرته  وقد يتم تسويقه كبديل للانتقالي في حال حاول الاخير  الذي بدأ ترتيب مرحلة ما بعد تشكيل المجلس الرئاسي  بنقل معداته واسلحته إلى خارج عدن ولا يزال يناور بـ"الانفصال".     

أيا تكون اوراق الانتقالي للمناورة  مستقبلا وقد حوصر داخليا وخارجيا ، فإن المؤشرات تؤكد بانه تم واده واي حرب مستقبلا قد يدفع بها ستكون  ضده كما كان حال الرفاق من قبله ..