السعودية عالقة في فخ "الشرعية" – تقرير

خاص – YNP..

مجددا تقع السعودية في فخ اليمن، لكن هذه المرة  يبدو بانها هي ذاتها  من نصبت هذا الفخ،  فهل تنجح بالخروج منه ، وما السيناريوهات المرتقبة لتداعيات ما بعد الانقلاب على "الشرعية"؟

في العام 2015، استقبلت السعودية عبدربه منصور هادي الذي فر من  صنعاء إلى عدن  بعد تقديمه استقالته قبل ذلك باشهر.. كان الرجل لا يملك حتى قيمة ثيابه التي تم التصدق بها عليه  خلال مروره من سلطنة عمان.. كان هادي مجردا من كل شيء السلطة التي قدم استقالته للبرلمان في صنعاء، وحتى ممتلكاته التي لم تغنيه في شراء بزة جديدة، لكن السعودية التي كانت قد  اعلنت الحرب على اليمن قبل خروج هادي ولم يعلم عنها كما يقول الا لدى وصوله الرياض اي بعد ايام على انطلاق ما سمتها السعودية بـ"عاصفة الحزم"  كانت ترى فيه يافطة لتبرير حربها التي كانت تتوقع حسمها  في اسبوعين كما تحدث بذلك وزير الخارجية السابق عادل الجبير، لكن اليوم وبعد 8 سنوات من الحرب  قررت السعودية تجريد هادي بيدي سفيرها العارتين ، فأجبرته على نقل صلاحياته التي لم تكن تتجاوز حدود غرفة الجناح الفندقي الذي اصبح الأن سجنه  ، وهي  الان وفق تقارير  تجهز لجنة لحصر ممتلكاته  تمهيدا لمصادرتها.. هذه الخطوات الانتقامية  من هادي ليس بسبب فساده  بل تعكس حجم المأزق الذي تعيشه السعودية الأن في ظل رفضه تسليم السلطة والمطالبة بمكاسب على الاقل. بالنسبة للسعودية فإن قرار اقالة هادي هي في إطار مساعيها للخروج من مأزق الحرب وترتيب مرحلة جديدة في اليمن  بعد وصولها إلى طريق مسدود كما يقول  قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي، لكن  رفض هادي تسليم السلطة طواعية  يبقى كخنجر في خاصرتها وشوك في طريق انهائها للحرب ، وهذا يبدو جليا بضغوطها على حاشيته واخرهم مدير مكتب للحديث عن تسليمه السلطة  طواعية  وتحركاته في مجلس الأمن لبيان  شرعنة السلطة الجديدة، غير أن  هذه التحركات لن تمنع هادي من المناورة وهو ما تخشاه السعودية فالرجل يحمل ملفات واصبح بمثابة صندوق اسود للحرب على اليمن وبإمكان اي تصريح منه احراج السعودية او ادخالها في معمعة هي في غنى عنها، اضف إلى ذلك التحركات البريطانية والامريكية  لإخراج هادي من معتقله في الرياض وهو ما يصعد مخاوف السعودية  من إمكانية استغلاله مجددا للانتقام منها على رفضها مطالب سابقة بزيادة انتاج الطاقة لدعم الغرب في مواجهة روسيا وهذه جميعها تجل من امكانية اطلاق سراح هادي  قنبلة في قلب المملكة ..

قد تحاول السعودية الضغط على هادي بمصادرة ثرواته او ابرام صفقة معه خلال الايام المقبلة، لكنه بالتأكيد سيظل تحت رقابة اجهزتها الاستخباراتية إن لم تعجل بقتله كحال عملائها ومعارضيها.