مسلحو التحالف يعتدون على إعلاميات ويهددون صحافيين.. ومواطنون ينقذون فتاة في عدن

YNP -  إبراهيم القانص :

الاختطافات في مدينة عدن، والتهديد بالتصفية الجسدية، مشهد رعب يومي يعيشه أبناء المدينة، التي كانت ذات يوم رمزاً للسلام والتعايش بين مختلف الفئات والأعراق البشرية، حتى فقدت عدن هذه الخاصية المدنية التي كانت تميزها عن غيرها من المدن اليمنية وغير اليمنية، منذ أصبحت تحت سيطرة التحالف إدارياً وأمنياً وعسكرياً، في أواخر عام 2015م، والصحافيون إحدى الفئات التي تتعرض بشكل مستمر للاختطافات والتهديدات، بل والاغتيالات، ودائماً ما يكون مرتكبو تلك الجرائم معروفين، لكن أحداً لا يستطيع ردعهم أو محاسبتهم، كونهم يمثلون الدولة التي أرادها التحالف وليس ما وعد به المواطنون في بداية سيطرته على عدن.

 

وفي سياق حلقات الرعب المستمرة في مدينة عدن، أطلق أحد أفراد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، النار على سيارة أحد الصحافيين، وهدد بقتل أفراد أسرته، حيث أكد مستشار وزير النقل للشؤون الإعلامية في الحكومة الموالية للتحالف، الصحافي أحمد ماهر، أن مسلحاً تابعاً لقوات الانتقالي، يدعى معتز، تهجّم على منزله في مديرية دار سعد، الأربعاء الماضي، وأطلق الرصاص على سيارته وهدد أسرته بالقتل، موضحاً في تغريدة على تويتر، أن كاميرا المراقبة بمنزله وثقت الاعتداء، مشيراً إلى أن الفوضى التي تعيشها مدينة عدن جعلت الكل يرى نفسه دولة، ويستطيع التهجم على بيوت الناس، حسب تعبيره، وكانت الإعلامية رشا الحرازي تعرضت لجريمة اغتيال بشعة في مديرية خور مكسر، مطلع نوفمبر الماضي، إثر تفجير عبوة ناسفة زُرعت في سيارة زوجها الإعلامي محمود العتمي، الذي نجا من التفجير.

 

ولم تسلم حتى الإعلاميات غير اليمنيات اللاتي زُرن مدينة عدن من الاعتداء، فقد أثارت المذيعة الأردنية سونيا الزغلول، التي تعمل في قناة "الآن"، فضيحةً كبيرة بنشرها أسماء قادة فصائل تابعين لقوات المجلس الانتقالي، قالت إنهم تحرشوا بها خلال زيارتها لمدينة عدن، قبل أيام، لتغطية ملف عن الإرهاب في جنوب اليمن، وحسب مصادر متطابقة تُعدّ الزغلول ثاني إعلامية  تتعرض لاعتداءات جنسية خلال أقل من شهر، حيث تعرضت المذيعة في قناة "الغد المشرق" ليلى ربيع، المقيمة في مصر حالياً،  لحادثة مشابهة، اضطرت بعدها للفرار إلى القاهرة بعد اختفائها لأيام في عدن، وقد ألمحت في سلسلة تغريدات على تويتر إلى أنها تعرضت لحادثة مماثلة.

 

الصحافية الحضرمية هالة باضاوي، ظلت معتقلةً في السجن المركزي بالمكلا لمدة مائة يوم، ليس لذنب اقترفته أو جريمة ارتكبتها، ولكن لأنها انتقدت عمليات فساد حكومية، ولم يتم الإفراج عنها إلا بضمانة تجارية شريطة أن تعود لجلسات محاكمة بعد إجازة عيد الفطر، وتقول مؤسسات حقوقية أن سلطات السجن المركزي في المكلا لا تزال تعرقل عملية الإفراج عن الصحافية هالة باضاوي ومعتقلين آخرين، مشيرةً إلى أن الكثير من المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفاً لا يزال مصيرهم مجهولاً في محافظة حضرموت.

 

أما تتعرض له الفتيات في عدن من جرائم الاختطاف والاعتداء فهو مشهد شبه يومي، حيث تعرضت فتاة، أمس الخميس، لمحاولة اختطاف أثناء مرورها أمام إدارة أمن عدن، التابعة لقوات الانتقالي الجنوبي، وذكرت مصادر محلية أن مواطنين أحبطوا عملية اختطاف فتاة على يد شخصين يستقلان سيارة نوع "إلنترا" كحلي، في منطقة خور مكسر.

 

المصادر أشارت إلى أن أحد المواطنين الذين هُرعوا لنجدة الفتاة أطلق النار في الهواء لمنع المختطفين من أخذها حيث كانت تقاومهم بشدة، وبادر المواطنون إلى أخذ المتهمين بمحاولة اختطاف الفتاة إلى إدارة أمن خور مكسر، إلا أن المنطقة لم تتخذ أي إجراء رادع ضدهم.

 

وفي محافظة مارب، نشرت رابطة أمهات المختطفين شكوى على حسابها في تويتر، على لسان زوجة محامٍ معتقَلٍ في سجن الأمن السياسي التابع للإصلاح في مدينة مارب، منذ أكثر من عام ونصف عام، بدون أي مبرر، وأوضحت زوجة المحامي ربيع آدم الزهيري، في شكواها أنه اعتُقل بتاريخ 25 من أكتوبر الماضي، أثناء عودته من القاهرة عبر مطار سيئون، وأنه حالياً يقبع في سجن الأمن السياسي بمدينة مارب، مؤكدةً أنه العائل الوحيد لأسرته التي تعيش ظروفاً صعبة، موضحةً أنهم حاولوا مراراً معرفة أسباب اعتقاله لكنهم لم يصلوا إلى أي نتيجة، وهي حالة من مئات الحالات التي تمتلئ بها السجون التي يديرها التحالف، حيث لا توجه إليهم أي تهم ولا تتم أي محاكمات تدينهم بشيء، بل يظلون عرضة لشتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي، حسب تقارير منظمات حقوقية وإنسانية.