عدن تستعد لسبع عجاف – تقرير

خاص – YNP..

تترقب مدينة عدن ، المنقسمة بين  شمال اليمن وجنوبه،  لمرحلة جديدة   قد تحمل في ثناياها منعطف يعد الاخطر في تاريخها المعاصر ، فما مدى امتصاص  اهلها للصدمات الجديدة؟

خلال ايام او ربما ساعات، قد تشهد المدينة تدفق  لقيادات ومسؤولين السلطة الجديدة ، الموالية للسعودية، وقد اعادت الرياض وبوصاية خليجية كاملة  هيكلتها  في إطار تقاسم ما تبقى للتحالف من مناطق جنوب وشرق اليمن، وهذه التوليفة التي تضم في ثناياها مقاعد مبنيه على تقاسم جنوبي – شمالي،  سيكون عمرها الافتراض 7 اشهر وهي المهلة التي حددها عيدروس الزبيدي لها للعودة إلى ما وصفها بصنعاء أو اعلان تقرير المصير ويبدو  بانه يحضا ايضا بدعم سعودي، لكن وبغض النظر عن ما سيحدث بعد المدة التي وثقت في مخرجات مشاورات الرياض، تبدو الاشهر المنتظرة  الاصعب في المدينة، فخلال هذه الفترة يبدو بان مدن عدة جنوبا ستتحول إلى ساحة  معركة تصفيات واسعة  ستضيف اعباء  إلى كاهل المواطنين هناك ممن كانوا يتوقعون انفراج على الاقل في ازمة الخدمات ..

المؤشرات على الارض تشير إلى أن قوى  عدة تستعد للمعركة، رغم هالة الاستقرار الذي يحاول السفير السعودي فرضه كواقع بإجراءات سياسية ،  فقوى ازيحت من المشهد تحشد  لخلط الاوراق،   واخرى توقة للاستحواذ على المرحلة المقبلة تدفع بكل ثقلها لتحالفات تمنحها القوة والتفرد، لكن الأهم هو ما يجري الأن حيث فصائل "الانفصال" تعد العدة لمواجهة الواقع الجديد وقد اعادت نشر مقاتليها بلباس مدني وعسكري في مديريات المحافظة و تستعد لأول رد ، وكذا تنظيم القاعدة الذي يربطه تحالفات داخل قوات "هادي" مكنته من التوغل إلى عمق القرار الامني يكثف تحركاته في محيط "العاصمة المؤقتة" وعينه على الانقضاض على كل شيء هناك، اضف إلى ذلك حالة الرعب لدى التحالف والسلطة الجديدة من  هجمات جوية..

عدن التي عاشت خلال الاعوام القليلة الماضية من عمر الحرب على اليمن  غمرة "الانفصال" بتفاصيله المرعبة ، وتقسيماته الفوضوية والعبثية ، تستعد للعودة إلى احضان "الوحدة  اليمنية" من اوسع ابوابها ، وهي الان تتزين على  مختلف الاصعدة  استعداد لهذا الحدث  الجديد، لكن المشكلة  ليس في إداراتها شمالا وجنوبا ، بل بالانقسام  الحاصل مجتمعيا وعسكريا وحتى سياسيا،  فرغم حالة التوحد بين القوى الموالية للسعودية شمالا وجنوبا بشأن  القبول بالواقع الجديد المفروض بقرار سياسي من رعاة  الوحدة والانفصال في الاقليم،  ثمة واقع اخر على الارض   تشكل وفق لأجندة اقليمية ودولية وسيكون بمثابة  الطعنة الأخيرة في قلب اليمن ككل.