تنظيم القاعدة يكشف هدفاً رئيساً للسعودية من الهدنة المزعومة في اليمن

YNP -  إبراهيم القانص :

الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن، لم تتعدَّ الضجيج الإعلامي، ومزايدة السعودية بجنوحها للسلام، من أجل أن تجمل صورتها التي شوهتها سبعة أعوام من الحرب التي تقودها على اليمن، إذ أن أهم ما اتُفق عليه من بنود لم يُنفذ بشكل جاد، فمطار صنعاء لا يزال مغلقاً أمام الرحلات المفترضة، وسفن المشتقات النفطية لا تزال محتجزة، عدا القليل منها، رغم أن الهدنة نصت على فتح مطار صنعاء الدولي لرحلتين أسبوعيتين خلال الفترة المتفق عليها والمزمَّنة بشهرين، كما نصت على دخول ثماني عشرة سفينة مشتقات نفطية، وقد انقضى نصف زمن الهدنة ولم تتعدَّ السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة الخمس، ولا يزال مطار صنعاء مغلقاً، ولا تزال سلطات صنعاء تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإصدار قرار يلزم التحالف بفتح المطار، الأمر الذي يكشف أن السعودية استخدمت الهدنة مجرد غطاء لأغراض لا علاقة لها بما تظهره إعلامياً من نوايا السلام والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي نتجت عن حربها على اليمن، ويؤكد مراقبون أن هناك وقائع على الأرض تكشف النوايا الحقيقية للسعودية من وراء الهدنة المفترضة.

 

وحسب المراقبين، كان الغرض الحقيقي للسعودية من الهدنة هو إعادة ترتيب صفوفها عسكرياً، بعد الخسائر الميدانية التي تكبدتها قواتها أمام قوات صنعاء في مختلف الجبهات، من ضمنها التغييرات التي نتجت عن تشكيل المجلس الرئاسي، حيث خرجت من المعادلة قوى عسكرية كانت تتبع حزب الإصلاح، وطالما استخدمتها الرياض واستغنت فجأة عن خدماتها، ودخلت أخرى محسوبة على الإمارات نطاق المراهنة على إحداث تغيير في ميدان المواجهات العسكرية، ومن ضمن ما استغلت السعودية الهدنة المفترضة لترتيبه لمرحلة ما بعد تشكيل المجلس الرئاسي، ورقة تنظيم القاعدة المتطرف، وهي الورقة التي لا تزال الرياض وأبوظبي تستخدمانها كلما اقتضت الحاجة.

 

في سياق الوقائع التي تؤكد حرف مسار الهدنة وأهدافها من الجانب السعودي، ما كشفته مصادر إعلامية في محافظة حضرموت، عن عملية تهريب جديدة لقيادات تتبع تنظيم القاعدة المتشدد، من سجن سيئون المركزي، حيث أكد الصحافي صبري بن مخاشن، رئيس تحرير صحيفة "المحرر" في تغريدة على تويتر أن قيادات إرهابية تم تهريبها من سجن سيئون المركزي، الأحد الماضي، من بينها الإرهابي القاتل ماجد حسن مبروك الشامي، وحدثت عملية التهريب الأولى في منتصف إبريل المنصرم من السجن نفسه، حيث تم تهريب عشرة من عناصر التنظيم الإرهابي، بينهم قيادات كبيرة، ووصلوا إلى مقر المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مارب، تحت حراسة مشددة ووسط استقبال رسمي.

 

ويبدو أن دول التحالف، وخصوصاً السعودية، لم تستوعب حتى الآن فقدانها عناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء، بعد ما تمكنت قوات صنعاء من دحرهم في النصف الثاني من عام 2021م، وهي المحافظة التي يحرص التحالف على استمرار سيطرته عليها، كونها تتوسط ثماني محافظات شمالية وجنوبية، منها شبوة ومارب النفطيتان، وقد مكنت السعودية تنظيم القاعدة من السيطرة على البيضاء واتخاذها وكراً لعناصره منذ عام 2004م، فكانت الهدنة المزعومة فرصة مناسبة لإعادة ترتيب هذه الورقة التي لا غنى للسعودية عنها، حيث كشف التنظيم نفسه عبر تسجيل مرئي نشره على مواقعه الرسمية، خلال الأيام الماضية عقب تهريب قياداته من سجن سيئون المركزي، أن دول التحالف زودته بطائرات مسيّرة، في إطار إعادته إلى محافظة البيضاء، مشيراً إلى تواجده في المناطق المحاذية لمديريات البيضاء في محافظتي شبوة وأبين، مؤكداً علاقته الوطيدة مع التحالف.

 

وكان حزب الإصلاح حصل على عدد من الطائرات المسيَّرة التركية عام 2021م، خلال سيطرته على محافظة شبوة، عبر شحنة أسلحة وصلت على متن سفينة إلى ميناء قنا بمحافظة شبوة، ويرجح خبراء عسكريون أن تنظيم القاعدة المتشدد حصل على الطائرات المسيَّرة من معسكرات شبوة بتوجيه من القيادة الإماراتية، عقب طرد قوات الإصلاح منها، نهاية العام الماضي 2021م.