سيناريو يناير يرسم صورة المشهد القادم للجنوب – تقرير

خاص – YNP ..

بعيدا عن عدن التي أصبحت الأن كما اعلنها عيدروس الزبيدي "عاصمة لكل اليمنيين" بعد أن ضاقت لسنوات بكل من هو من خارج دائرة "المثلث" الذي تحكمه الطغمة ، بدأ الفرقاء  في جنوب  اليمن بساحة جديدة من التصفيات بعيدا عن الأضواء ، ما ينذر بتكرار سيناريو يناير من ثمانينات القرن الماضي ..

قبل أيام نفذ تنظيم القاعدة  هجوم على الضالع، مسقط راس كبار قادة الانتقالي، واستهدف أيضا معسكرا للحزام الأمني وقتل منه عددا من قيادات الصف الأول. الهجوم، وفق تقارير امنية  وإعلامية، انطلق من مديرية مودية معقل وزير الداخلية الأسبق في حكومة هادي ، احمد الميسري، والذي ظلت اتهامات الانتقالي منصبه عليه مؤخرا بفعل تحرك التنظيم الذي تقاطرت قياداته على مودية لتعزية اسرة الميسري  بوفاة ابن شقيقه، وسبق للإمارات وان اتهمته بالوقوف وراء التنظيم في ابين.

وبغض النظر  عن منطلق هجوم القاعدة، يعد استهداف الضالع واحد من سلسلة هجمات يبدو بان التنظيم يعدها على مسرح الجنوب خصوصا اذا ما اخذ في الاعتبار التفجيرات التي شهدتها المدينة خلال الساعات الماضية، والاغتيالات التي طالت قيادات في المجلس  في مناطق لحج ويافع ، ناهيك عن حملة التصعيد ضد الانتقالي في مختلف مناطق ابين وابرزها اقتحام مقراته في زنجبار  واغلاقها  إلى جانب الهجمات على قواته هناك واخرها استهداف طقم للعمالقة بعد  اسام قليلة على  فقط على الاستيلاء على قافلة عسكرية هناك.

ثمة تصعيد جديد من ابين ضد الانتقالي الذي يعتقد انه سحب بساط هادي جنوبا، وهذا التصعيد لا يقتصر على الجانب العسكري  الذي برز بتمرد الفصائل التابعة لهادي ورفض قياداتها تلبية دعوة قيادات الانتقالي في المجلس الرئاسي لزيارة عدن  وكذا رفض قرار تعين قائد جديد للواء 39 مدرع  اضف إلى ذلك اشتراط قوات هادي في شقرة  الانتشار في عدن كشرط لتنفيذ اتفاق الرياض،  بل يطال إلى الجانب السياسي مع بروز دعوات  من كبار الشخصيات في ابين واخرهم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد والذي طالب التحالف  بالنظر لأبين من زاوية أوسع وعدم اقصائها ليتراجع عن ذلك بعد اتصال من العليمي ،  إضافة إلى التحذيرات التي اطلقتها قيادات أخرى من مغبة تهميش ابين التي كانت منذ الثمانينات محور الصراع جنوبا وشمالا.

هذا التصعيد يقابله على الضفة الأخرى  تحركات لواد المحافظة التي يشكل أبنائها ابرز أعمدة الجنوب سوى سياسيا او اقتصاديا،  حيث تدار  في أروقة المجلس الرئاسي، البديلة لهادي، مداولات لإنهاء أي  مستقبل لأبين بما فيها اخراج الفصائل العسكرية وتحديدا المنطقة الرابعة من عدن وتغيير كافة القيادات العسكرية والأمنية المحسوبة  على هادي وحاشيته  مع إبقاء  ناصر لخشع نائب وزير الداخلية المقرب من الانتقالي كوزير شرفي للداخلية ، وهذا التحرك يقوده الانتقالي   الذي لم يخفي  انتقامه من ابين واخر ذلك إصداره قرار باستثناء  طلاب ابين من   خدمة النقل المجاني الذي اقره وزيره في النقل واقتصرت على أبناء المثلث لحج- الضالع- يافع.

هذه التحولات في المشهد تبنى بأن الجنوب  قادم على مرحلة قد  تكون اكثر مرارة من احداث يناير في ثمانينات العام الماضي وأن شابها بعض التغيرات من خلال التغذية الإقليمية للصراع والابعاد الجديدة له.